رئيس التحرير
عصام كامل

كوكتيل سفراء ترامب.. الدبلوماسية الأمريكية في قبضة رجال الأعمال


تواجه إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، أزمة بشأن اختيار السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية الأمريكية في الخارج، مع بدء العد التنازلي لحفل تنصيب ترامب وتوليه المنصب بشكل رسمي.


ونشرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، تقريرًا مفاده أنه "قد تم إخطار البعثات الدبلوماسية بإخلاء مقراتها في العشرين من يناير الحالي؛ لانتهاء مدة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما".

وقد أعلن ترامب سابقًا عن أسماء سفراء أمريكا في كل من الصين وإسرائيل في وقت لاحق، بالإضافة إلى عدد غير كبير من الدول الأوروبية، وأكدت مصادر في فريق ترامب الانتقالي أنه قد تم التواصل مع شخصيات لتولي مناصب السفراء في كل من إسبانيا وإيطاليا.

وعلى الرغم من قرب موعد تولي هؤلاء المرشحين مناصبهم، إلا أنهم جميعًا يؤكدون أنه لم يتم التحقق من الخلفيات الأمنية الخاصة بهم، التي تستغرق نحو ثلاثة أشهر؛ ليتمكن كل من البيت الأبيض والمباحث الفيدرالية من مراجعة ملفاتهم للتأكيد على توليهم المنصب من عدمه، بالإضافة إلى التحقيق في إقرارات الذمة المالية الخاصة بهم.

وتؤكد مصادر مقربة من الفريق الانتقالي أنه من المحتمل أن يتم اختيار السفراء من رجال الأعمال أصحاب رءوس المال الضخمة، وعديمي الخبرة الدبلوماسية، مع توقعات بحدوث صدامات مع الكونجرس، إذا لم تأخذ عملية التحريات الأمنية إجراءاتها المعتادة.

وترى سفيرة أمريكا السابقة في اليمن، باربرا بودين، أنه لا يمكن الإعلان عن مرشحي منصب السفير قبل انتهاء إجراءات الموافقة عليهم من الدولة الأخرى: "يمكن أن ترفض الدولة المضيفة ترشيح شخص بعينه، ومن هذا المنطلق ليس من اللائق أن يتم الإعلان عن المرشحين، قبل انتهاء عدد كبير من الإجراءات".

وتستهدف عملية التحريات الأمنية حول مرشحي مناصب السفارات استبعاد هؤلاء الذين لديهم سجلات إجرامية من الأثرياء، الذين يتولون مناصب السفراء في دول ليست على قدر من الأهمية، المعروفين باسم "سفراء الكوكتيل"، في إشارة إلى مشروب الكوكتيل الذي يتم تقديمه في حفلات الطبقات الراقية، وتمثل تلك العينة 30% من قوام البعثات الدبلوماسية الأمريكية في العالم، في حين تتم إدارة شئون السفارة بواسطة نائب رئيس البعثة الدبلوماسية.

ويعد الهدف من إجراء عملية التحريات قبل فترة كافية من تولي المنصب إثبات أن هذا المرشح كفء للمنصب، كما حدث أثناء التحقيق مع كل من مرشح منصب سفير أمريكا في الأرجنتين، ومرشح سفير أمريكا في النرويج، في فترة ولاية أوباما الثانية، الذين اعترفا أثناء التحقيقات أنهما لم يزورا البلدين، ما أدى إلى استبعاد مرشح سفير أمريكا في النرويج؛ لاعتقاده أن نظام الحكم في النرويج جمهوري.

وتحتم الفترة الحالية على ترامب اختيار مرشحيه بكفاءة، خصوصًا في أوروبا؛ بسبب الاضطرابات السياسية التي يشهدها الاتحاد الأوروبي، ودعوات الانفصال عنه، التي كانت بريطانيا الأولى، لكنها لن تكون الأخيرة، بالإضافة إلى قضية المهاجرين، التي تعد قضية هامة لدى ترامب، علاوة على اتفاقية التجارة الأمريكية الأوروبية، التي شهدت عثرات كثيرة في الفترات المادية، ما يجعل الحاجة ماسة لاختيار سفراء أكفاء.
الجريدة الرسمية