في ذكرى الرجل الذي قدم لمصر كل ذلك!

مثل الكثيرين ممن وعوا بعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر على حملة عاتية ضده إلا أن سببا جوهريا- ليس محله الآن- دفعنا للقراءة لنعرف ونعرف ونعرف وما عرفناه يحتاج لكتب ومجلدات لشرحه وتفسيره، ولكن لا نملك إلا المساحة التالية لنختصر كل شيء.. فقد كانت مصر قد فعلت ما يدفع أعداءها للعدوان عليها ووقف تقدمها فماذا فعلت؟ فعلت الآتي وعلى سبيل المثال:

في عام 56 أسست شركة كيما أسوان وفي 58 شركة الحديد والصلب بأسوان وفي 3 أكتوبر عام 1959، تم الإعلان عن وادٍ آخر واستصلاح أراضٍ زراعية كبيرة، وكان الإعلان عن محافظة الوادي الجديد، وفي عام 1960 افتتحت مصانع شركة النصر للسيارات كأول شركة سيارات في العالم الثالث، و1962 تم الإعلان عن العمل بمصنع الطائرات بحلوان وتصنيع المقاتلة القاهرة 300 بمحركها مصري الصنع من طراز "أي 30"، وبعدها تم الإعلان عن مشاريع الصواريخ الباليستية "القاهر والظافر"، التي وصفها الإخوان بأنها صواريخ خشبية إلا أن القدر أفرج عن تجاربها بالصوت والصورة موجودة على شبكة اليوتيوب بعنوان "صواريخ الفضاء المصرية"..

وهذا الرجل هو من أنجز مصنع السكر والمنتجات التكميلية بمدينة إدفو، وفي بني مصنع غزل قنا ومصنع تجفيف البصل بسوهاج وتحولت شركة قها في القليوبية إلى شكلها ومستواها العصري الحالي ومعها شركات الدلتا للصلب وإسكو وولوتكس للمنسوجات بشبرا وبنها للإلكترونيات ومفاعل إنشاص والمدينة العلمية الذرية ومصانع الغزل بكفر الدوار، بإضافة مصنعين آخرين ليبلغ عماله 32 ألف عامل ومؤسسة اللحوم بأسيوط تأسس في بداية الستينيات على 360 فدانا وفرعا آخر لها تابع بكوم إمبو ومصانع الألبان بدمياط وتعليب الأسماك والخشب المضغوط على 100 فدان بمنطقة الشعراء ومصنع غزل دمياط وغزل الفيوم بمنطقة العزب..

وكذلك سيماف لصناعة قطارات السيارات وإيديال للثلاجات والسيارة المصرية رمسيس وأبو قير للأسمدة والمراجل البخارية العملاقة كأول مصانع الغلايات العملاقة في العالم الثالث ومعها طنطا للزيوت والكتان، فضلا عن مصانع الأدوية التي كانت مصر بها الأولى في أفريقيا والشرق الأوسط في إنتاج وتصدير الأدوية ومعها بنها للإكترونيات وإنتاج التليفزيون تليمصر وكاترون..

في عهده كنا ننتج الحبر والكاوتشوك والورق ومصانع الحلويات الشهيرة وربما لا يعرف الكثيرون أن في عهده أنشئ كل من كورنيش النيل وبرج القاهرة واستاد القاهرة والتليفزيون المصري والإذاعات الموجودة كلها عدا البرنامج العام والشباب والرياضة ومدينة البعوث الإسلامية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وبيوت وقصور الثقافة والكاتدرائية المرقسية بالعباسية وجهاز المخابرات العامة والجهاز المركزي للمحاسبات وجهاز الرقابة الإدارية والمحكمة الدستورية العليا وعشرات من المراكز البحثية وبنوك القرية والجمعيات الزراعية لمنع تفتت الأرض الزراعية ودعم الفلاحين وبعد نكسة 67..

ورغم عنها استكمل السد العالي الذي أضاف مليوني فدان بالري الدائم وإنارة 5 آلاف قرية وبناء أكبر مجمع في العالم الثالث وقتها لصناعة الألومنيوم بنجع حمادي وبني حائط الصواريخ وأعاد بناء الجيش وكانت الدولة توفر فرص العمل للناس وتبني لهم المساكن الشعبية التي ظلت متماسكة لليوم وأكبر نهضة لبناء المدارس وإرسال البعثات بمعيار الكفاءة المطلقة وأكبر نهضة للمسرح والسينما والقوة الناعمة في كل المجالات..

مات ناصر والجنيه المصري يساوي دولارين ونصف.. ولأول وآخر مرة بتاريخ مصر يحقق فائضا بالميزان التجاري وبعد النكسة عام 1969 فائضا يصل إلى 46.9 مليون جنيه بأسعار وقيمة ذلك الوقت وذلك طبقا لتقرير الأمم المتحدة رقم 870 أ الذي صدر في 5 يناير 1976 بما سمح بمضاعفة الدخل القومي كل عشر سنوات وبما يسمح بدعم الطبقات الدنيا بغير أعباء.. 

وهل تعلمون أن كل ذلك من دون معونة أمريكية أو تحويلات من الخارج وبلا دعم عربي تقريبا وبلا قناة السويس التي أغلقت فترات طويلة.. ولكن تم كل ذلك بالتخطيط وبلا لصوص نهبوا ثروات الشعب العظيم الذي كانت كلمته هي العليا في المنطقة وتتزعم أفريقيا والعالم الثالث كله وأسست للعالم منظمة الوحدة الأفريقية وحركة عدم الانحياز!

هل علمتم لماذا كان وقف مصر عن تقدمها ضروريا؟ وهل عرفتم سر الحملة الدائمة عليه دون توقف ظلما وتزييفا ؟! وهل عرفتم كم من مشروعات أوقفت أو خربت أو بيعت بعده ونعاني من ذلك اليوم خصوصا الأدوية؟