أسباب انقطاع الكهرباء بالمحافظات.. عطل مفاجئ في «الكريمات» يخيم الظلام على الصعيد.. توربينات «السد العالي» تحجب إنتاج 2100 ميجا.. ونقص الوقود يجبر الوزارة على تخفيف الأحمال
تفتتح الدولة المصرية بين حين وآخر محطات جديدة لتوليد الكهرباء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، كما تبرم العديد من الاتفاقيات الدولية لتشييد أكبر المحطات والأعلى كفاءة، لتخفيف الأعباء، وإزالة القصور الذي يحول دون وقف انقطاع التيار الكهربائي عن محافظات الجمهورية.
انقطاع الكهرباء
ولكن كل ذلك لا يمنع انقطاع التيار الكهربائي عن كافة أرجاء محافظات الجمهورية، مما يتسبب في خسائر فادحة، وخاصة لمؤسسات القطاع العام، كالمستشفيات والمدارس والجامعات، ومترو الأنفاق ومراكز الشرطة، بعد إصابتها بشلل تام عن العمل، لأن هناك أسباب عدة ترتبط بانقطاع التيار الكهربائي، بعيدة عن قلة المحطات وزيادة أعباء الاستهلاك.
الكُريمات
تعددت الأسباب والنتيجة واحدة، رغم أن انقطاع الكهرباء أزمة مستمرة تشهدها مصر كل عام، الإ أن أسبابها اختلفت بين عام والأخر، فكان عطل مفاجئ في«الكريمات» سببًا في أن تشهد محافظات الصعيد ظلامًا دامسًا، صباح اليوم، بعد انقطاع الكهرباء بسبب عطل مفاجئ في المولدات الرئيسية بالجيزة والكريمات، مما أدى إلى انقطاع التيار وتوقف شبكات التوزيع عن أغلب محافظات الصعيد.
واستمر انقطاع الكهرباء لأكثر من ساعة و40 دقيقة تقريبًا، تسبب في توقف بعض وحدات المستشفيات والمخابز ومحطات مياه الشرب والصرف الصحي عن العمل.
الضباب وسرقة التيار الكهربائي
كما كان لانتشار سرقة التيار الكهربائي في المناطق العشوائية، وحالة الطقس السيئة، دورًا فعالًا في إبراز صورة مصر المظلمة خلال عام 2016، حيث تسعى المنازل غير المقننة بالعشوائية لسحب أسلاك لإنارة منازلهم، وهو ما تسبب في أعطال بالمحطات وانقطاع التيار، مما دفع وزارة الكهرباء لتوصيل العدادات الكودية للعشوائيات.
وفي نوفمبر الماضي، أدى الضباب الصباحي إلى فصل الدوائر جهد ٥٠٠ كيلو فولت، وخروج محطة سمالوط عن الخدمة، ما أدى إلى انسحاب الجهد عن محطات الوجه القبلي حتى السد العالي، الأمر الذي تطلب إعادة التغذية الكهربية لمنطقة الوجه القبلي لتعود الكهرباء لباقي المدن تباعًا.
الانفجارات
كما أن الانفجارات أحد أهم أسباب انقطاع التيار الكهربائي في مصر على مدى أعوام متتالية، فلم يكن الانفجار مجرد حريق ينشب بالمنطقة، ولكن يترتب عليه انقطاع في التيار الكهربائي لفترة طويلة، ففي أكتوبر الماضي، أدى انفجار مفتاح هوائي عازل بالمحطة البخارية بأسيوط، إلى انقطاع الكهرباء عن بأسيوط كاملة، وكذلك انفجار محولات الكهرباء في بعض القرى والمناطق السكنية التي لها دور فعال في توقف تغذية التيار الكهربائي للمنطقة.
وكانت تلك نقطة الضعف التي سعت من خلالها الجماعات الإرهابية لتحقيق أهدافها، فلم يمر على إزاحة الإخوان عن السلطة إلا بضعة أيام، وتوالت العمليات الإرهابية تضرب أبراج الكهرباء وعلى رأسها مدينة أوسيم وكرداسة ومنشأة القناطر، وذلك بتثبيت قنابل في ساعات متأخرة من الليل على الكتل الخرسانية المثبت عليها الأبراج، ويفجرونها عن طريق الاتصال بالهاتف المحمول عن بعد، مما يؤدي إلى سقوط أبراج كهرباء ضغط عالي كاملة، وانقطاع التيار عن مناطق التغذية.
السد العالي
يعلم الكثير أن السد العالي أحد مولدات الكهرباء في مصر، ولكن لا يعلم أن إصابته بعطل يُعد نكسة على التيار الكهربي في كافة المحافظات، وأن أغلب العوار الذي يصيب التيار الكهربائي في مصر سببه "السد العالي".
يكفي ذكر حادث أكتوبر 2015، ونشوب حريق بإحدى المراكب غرب السد العالي، تسببت ألسنة الدخان في فصل دائرتين كهربائيتين وخروجهما من العمل، ما أدى لانقطاع الكهرباء لعدة ساعات عن محافظات جنوب الصعيد «أسوان، الأقصر، قنا، الوادي الجديد، وجنوب سوهاج»، بسبب خروج الدائرة التي تغذي هذه المحافظات بقوة 500 كيلو فولت عن الخدمة.
كما تسبب توقف توربينات السد العالي التي تنتج 2100 ميجا بما يعادل نحو 7 % من إنتاج كهرباء مصر بهبوط منسوب المياه خلف السد، في انقطاع التيار عن محافظات الجمهورية في يناير 2015، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء بواقع ساعتين صباحًا ومساءً على جميع محافظات الوجه القبلي، لوجود عجز يقدر ب 350 ميجا يوميًا.
نقص الوقود
تعمل معظم محطات توليد الكهرباء بالوقود، لذلك تسبب نقص الوقود في توقف عمل بعض المحطات، بعدما وصول عجز الإنتاج إلى 2500 ميجاوات يوميًا، فأصبح انقطاع الكهرباء أمر متعارف عليه يوميًا، خلال شهر فبراير 2014.
وتجاوز العجز في الاحتياجات اليومية حتى وصل إلى 3 آلاف ميجاوات يوميًا، مما دفع شركات التوزيع إلى فصل الكهرباء عن عدة مناطق بالقاهرة الكبرى والمحافظات، نتيجة ارتفاع معدلات الاستهلاك، تخفيف الأحمال بالتساوي بين جميع المناطق، تحقيقًا لمبدأ المساواة بين المواطنين، وحرصًا على حماية الشبكة من الانهيار، باستثناء المستشفيات ومحطات المياه ومراكز الشرطة والمترو والمخابز، وكل المؤسسات والمواقع الحيوية على مستوى الجمهورية من عمليات تخفيف الأحمال.