رئيس التحرير
عصام كامل

«الشاهد» تكشف نوايا الإخوان في الكويت بعد تقويض عملها بمصر


بعد عزم إخوان الكويت المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية بدعوى إصلاحية، وتمكنهم من تمثيل ضلع مهم في الحياة السياسة والنيابية، تكشفت نوايا الجماعة في الكويت، والتي كان يراهن عليها التنظيم الأم ليكون بديلًا له بعد تقويض عمله في مصر، ووصل به الحال إلى أن يدرج على قوائم الإرهاب.


ووفقًا لـصحيفة "الشاهد" الكويتية اليوم الأحد، قال الخبير الكويتي في شئون الجماعات الإسلامية على الكندري: إن عودة الإخوان المسلمين بالكويت، للحياة السياسية بعد مقاطعة دامت لـ6 أعوام، تهدف في المقام الأول لانتشال الجماعة الأم ومعها أفرعها بالخارج، من دوامات الشبهات السياسية والاتهام بالإرهاب، خاصة بعد أزمتها المفصلية في 2013 مع عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وتصنيفها كجماعة إرهابية، من قبل الحكومة المصرية وبعض حكومات الخليج.

وأكد أن الخلاف الحقيقي بين المؤسسين للإخوان في الكويت يدور حول آلية التعامل مع الأسرة الحاكمة وسبل السيطرة على الحقائب الوزارية ومجلس الأمة، مستغلين أدواتهم السياسية ومكانتهم التجارية وعلاقاتهم المتميزة مع عدد من المسئولين الحاليين.

وأضاف الخبير في شئون الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي منير أديب، أن "جماعة الإخوان في الكويت تمثل رقمًا مهمًا وصعبًا في معادلة التنظيم الدولي للجماعة، خاصة وأنها تعمل ضمن المؤسسات الرسمية للدولة ولها ممثلين في البرلمان"، لافتًا إلى أن قوة التنظيم تكمن في جمعية الإصلاح الاجتماعي وذراعها السياسي الذي يعمل وفق اللوائح والقوانين داخل الكويت.

وأشار إلى أن ما يجعل إخوان الكويت كادرًا مؤثرًا في التنظيم الدولي وخياراته واختياراته، هو اندماجهم في الحياة السياسية، فضلًا عن قوتهم المالية والاقتصادية التي تعد قوة ضاربة للتنظيم الذي بات محاصرًا في عدد كبير من الدول العربية.

وقال: إن "إخوان الكويت يمثلون حافظة الأموال التي يصرف منها التنظيم الدولي على بعض أنشطته وتحركاته الخبيثة، سواء في الدول الأوروبية أو الدول التي يقوم التنظيم بدعمها بالمال".

وأضاف أن إخوان الكويت يمارسون ضغوطًا بهدف اختيار خالد مشعل الفلسطيني الجنسية أمينًا عامًا للتنظيم الدولي بدلًا من إبراهيم منير المصري، على خلفية الإخفاقات التي تعرضت لها الجماعة في مصر الفترة الأخيرة، وحتى لا ينسحب ذلك على عمل الجماعة في الأقطار والعواصم الأخرى سواء العربية أو الأوروبية، وهو ما يؤكد قوة إخوان الكويت وتأثيرهم في قرارات التنظيم الدولي.

وتابع، "جماعة الإخوان" تعمل وفق رؤية حاكمة متأثرة بخطاب مؤسسها الذي أصل لفكرة إقامة (الخلافة الإسلامية) ومعها يتم القفز على الحدود الفاصلة بين الدول، وهو ما يشكل خطرًا على تماسك المنطقة وبخاصة دول مجلس التعاون الخليجي.

وفي نهاية حديثه، أكد أديب أن جماعة الإخوان تمثل القوة الأكبر والأبرز في الكويت بين دول مجلس التعاون الخليجي، بينما تقع السعودية في المرتبة الثانية من حيث قوة التنظيم والسماح لها بالعمل وفق مؤسساتها بدون رفع اللافتة على خلاف قطر التي تمثل منطقة ارتكاز حقيقية للتنظيم.

ويتفق الباحث المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية وملف جماعة الإخوان مصطفى أمين، مع الرأي السابق على أن إخوان الكويت ذراع سياسية للتنظيم في الكويت ولا تنفصل تنظيميًا أو ماليًا عن التنظيم الدولي للإخوان المنتشر في عدة دول.

وأكد أن النتائج الرسمية لانتخابات مجلس الأمة الكويتي الأخيرة تعد تغييرًا جذريًا لتركيبة المجلس ولجماعة الإخوان في الكويت، مشيرًا إلى أن الأمر لا يدعو لهذا القلق من الجماعة التي أكدت شبكة تحالفاتها السابقة مدى نفعية الجماعة وتجنبها للصدام مع السلطة الفعلية في الكويت.
الجريدة الرسمية