رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. جابر الأحمد الصباح.. عاشق مصر وعدو إيران (بروفايل)


تحل، اليوم الأحد، الذكرى الـ 11 لوفاة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، الحاكم الـ13 للكويت منذ التأسيس، والتي شهدت العديد من الإنجازات والكبوات كان أوجعها الاحتلال العراقي لدولة الكويت في 1990، ومحاولة اغتياله من قبل حزب الدعوة الإسلامية العراقي وحزب الله اللبناني في عام 1985، وعرف تقديره لمصر شعبًا قيادةً.



حياته

ولد الشيخ جابر الأحمد الصباح في عام 1926، وهو الابن الثالث للشيخ أحمد الجابر الصباح، ووالدته هى الشيخة بيبي سالم المبارك الصباح، نشأ نشأة محافظة، تلقى تعليمه في كل من مدرسة المباركية ومدرسة الأحمدية، وفي تلك الفترة كان يخصص له والده مدرسين ليتعلم أصول اللغة العربية وآدابها، وأصول اللغة الإنجليزية وآدابها، وكان يجوب مع والده أنحاء العالم بأسره ليتعرف على أحوال شعوبه.


حياته السياسية

دخل الأمير جابر الأحمد الصباح في معترك العمل بداية سنة 1949، حيث عينه والده نائبًا في مدينة الأحمدي لمدة عشر سنوات، وفي 1959 عينه الشيخ عبد الله السالم الصباح في الأمور المالية للدولة الكويت، ومسئولًا في مكتب شئون النفط والإسكان، وكانت أول عملية كويتية أصدرها مجلس النقد في سنة 1961 كانت تحمل توقيعه.

وفي 1961 أصبح وزيرًا للمالية والصناعة في أول حكومة كويتية بعد الاستقلال برئاسة الأمير عبد الله السالم الصباح.

بعد وفاة والده الشيخ عبد الله السالم الصباح في عام 1965، تم تعيينه وليًا للعهد ورئيسًا لمجلس الوزراء، ثم أصبح حاكمًا عرفيًا في ظل حرب يونيو 1967 حتى عام 1968.


حاكم الكويت


ومنذ أن تولى الشيخ جابر الأحمد، مقاليد الحكم عام 1977 في الكويت، ليكون الحاكم الـ13 للبلاد في عمر الدولة.

قاد الشيخ جابر الصباح، التقدم في مختلف المجالات والأصعدة واستطاع نقل الكويت من الدولة الصغيرة في مساحتها إلى الكبيرة في وزنها السياسي والاقتصادي والخيري، حتى وصلت مشروعاتها التنموية إلى شتى أقطار العالم، كما برزت النهضة العمرانية في عهده بشكل لافت وتطورت بوتيرة متلاحقة في شتى القطاعات والمرافق العامة.

ومع أن سنوات حكم الأمير الراحل شهدت العديد من الظروف الصعبة والأحداث الكبيرة، إلا أن حنكة الراحل وسياسته الحكيمة ورؤيته الثاقبة مكنت الكويت من تجاوز المحن والأزمات، التي مرت بها لا سيما خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.



محاولة اغتياله


في 25 مايو 1985، تعرض أمير الكويت الراحل لمحاولة اغتيال فاشلة، من قلب حزب الدعوة الإسلامي العراقي وحزب الله اللبناني الموالين لإيران، ويعتقد بأن سبب محاولة اغتياله تأييد الكويت للرئيس العراقي صدام حسين في حربه ضد إيران.

ونفذ العملية عضو في حزب الدعوة الإسلامية العراقي، وهو «جمال جعفر علي الإبراهيمي» المعروف باسم «أبو مهدي المهندس»، واتهمت الكويت إيران بالوقوف وراء محاولة الاغتيال.


الاحتلال العراقي


كما لم يسلم من إيران أذرعها في المنطقة، أيضًا شهد الشيخ جابر الأحمد الصباح، أكبر محنة في تاريخ الكويت، حين الاحتلال العراقي في عهد صدام حسين للكويت في عام 1990، لعبت حكمة الشيخ جابر الأحمد وخبرته مع الدعم الكبير للدول الشقيقة والصديقة في طرد قوات الاحتلال الصدامي بعد عدة أشهر إلى أن تحررت البلاد كاملة.

كما أولى الشيخ جابر الأحمد أبناء الشهداء اهتمامًا كبيرًا فحرص على رعايتهم والاهتمام بهم، من خلال تأسيس مكتب الشهيد في 19 يونيو عام 1991، والذي تولى رعاية ذوي الشهداء في مجالات الحياة كافة، وكذلك الإفراج عن الأسرى الكويتيين في العراق.


إنشاء مجلس التعاون الخليجي

وعلى الصعيد السياسي، كان الشيخ جابر الأحمد صاحب مبادرات عديدة على المستويات الخليجية والعربية والدولية، ولعل فكرته بإنشاء مجلس للتعاون الخليجي يضم دول الخليج الست، جاءت معبرة عن مدى اهتمام حاكم الكويت الراحل بضرورة الترابط المشترك والمصير الواحد لمواجهة التحديات الخارجية والتكتلات السياسية.

كما اقترح الشيخ جابر الأحمد، في قمة الدوحة عام 1996 فكرة إنشاء مجلس استشاري يضم 30 عضوًا من مواطني دول مجلس التعاون الست كأعضاء في المجلس.


الدور العربي


وعلى الصعيد العربي، ومنذ أن استقلت دولة الكويت كانت القضايا العربية والإسلامية من أولويات اهتمامه، حيث أسس الأمير الراحل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في 31 ديسمبر عام 1961، والذي يعد أول مؤسسة إنمائية في الشرق الأوسط تقوم بالمساهمة.

وكان الشيخ جابر صاحب مبادرة إسقاط فوائد الديون المستحقة على الدول الفقيرة، حين ترأس منظمة المؤتمر الإسلامي في الدورة الـ43 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر عام 1988.


موقفه من مصر

ويشير التاريخ وفق مصادر مصرية إلى لقاء جمع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حين كان وزيرًا للخارجية مع الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر خلال العدوان الإسرائيلي على مصر عام 1967، وأكد له أن الكويت تدعم مصر بالكامل في هذه الأزمة، وكان أن أرسلت الكويت لواء اليرموك للمحاربة مع القوات المصرية. 

ويذكر التاريخ كذلك أن لواء اليرموك توجه إلى مصر للتمركز في منطقة رفح والعريش، وحين وصل إلى منطقة رفح صباح يوم الخامس من يونيو كانت المعركة قد بدأت، واضطر وقتها إلى العودة إلى منطقة دهشور واستمر في مصر لدعم القوات المصرية حتى حرب أكتوبر 1973، حين أعلنت الكويت وقتها وقف تصدير النفط إلى الدول المؤيدة لإسرائيل. 

وفي عام 1990 كانت العلاقات الكويتية المصرية على موعد جديد، حين أعلنت مصر رفضها غزو صدام حسين للكويت ووقوفها إلى جانب الحق الكويتي، بل ودفاعها كشريك في حرب تحرير الكويت.


-وفاته


عانى الشيخ جابر الأحمد الصباح _رحمه الله_ من مشكلات صحية في السنوات الأخيرة من عمره، واشتد عليه المرض إلى أن أصيب في نزيف بالمخ أدى إلى وفاته في 15 يناير 2006.
الجريدة الرسمية