رئيس التحرير
عصام كامل

تفاؤل روسي بنتائج اجتماع الأستانة بخصوص سوريا


تتجه أنظار العالم إلى الأستانة، عاصمة كازاخستان؛ في الثالث والعشرين من يناير الحالي؛ بسبب إستضافتها مفاوضات بين النظام السوري والمعارضة، برعاية روسيا وتركيا وإيران، وتتفاءل وسائل الإعلام الروسية بهذا الاجتماع وتحقيقه نتائج أفضل من اجتماع جنيف.


وتشهد سوريا وقفا لإطلاق النار برعاية روسيا وتركيا، دون رعاية أمريكا، التي كانت قد تبنت اتفاقيات سابقة لوقف إطلاق النار.

ورصدت وكالة "سبوتنيك" الروسية أهم ما جاء في الصحافة الروسية بشأن هذا الاجتماع؛ وذكرت إحدى الصحف أنه لا يوجد أمل أفضل أمام المعارضة في سوريا من اجتماع الأستانة؛ لأنه جاء بدعوة من كل من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، علاوة على أن رفض المعارضة حضور هذا الاجتماع يضعها في خانة الإرهاب مع داعش وجبهة النصرة، ما يجعلهم أهداف للضربات الجوية الروسية.

وتتبنى كل من إيران وتركيا وروسيا هذا الاجتماع، ما سيجعلهم رعاة لأية قرار يصدر عنه ومسئولين عن تنفيذ تلك القرارات لإحلال السلام في سوريا، ما سيجعل كل الأطراف بما فيها المعارضة التي لن تحضر الاجتماع والأطراف الخارجية التي ستحضر، مسئولين عن فرض السلام في سوريا.

ويضع بوتين آمالًا كبيرة على هذا الاجتماع ويعقد مباحثات هاتفية مع القيادات الروسية والإيرانية والسورية والرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزاربايف. كما عقد بوتين اجتماع مع نائب وزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمبعوث الصيني بخصوص سوريا، الذي يزور موسكو في زيارة عمل؛ لمناقشة الوضع في سوريا.

ويخطط وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، لزيارة موسكو، ومن المتوقع أن يتم توجيه الدعوة لمصر والعراق لحضور المؤتمر، كما صرح المتحدث باسم الرئاسة التركية أن الإدارة التركية من الممكن أن توجه دعوة لكل من السعودية وقطر.


وتم توجيه الدعوة لإدارة ترامب عن طريق تواصل السفير الروسي في واشنطن، سيرجي كيسلياك، مع مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، مايكل فلين، في الثامن والعشرين من ديسمبر الماضي، مع تجاهل أن الرئيس الأمريكي الحالي، هو أوباما وليس ترامب، في حين أن حضور أمريكا سيكون بمثابة بدء تحسن العلاقات الأمريكية الروسية، تحت حكم ترامب.

وتصف الوكالة الوضع بأن هذا الاجتماع يؤكد أن روسيا أصبحت اللاعب الأساسي في القضية السورية، وتحديد كازاخستان، حليف روسيا الرئيسي، وعضو الاتحاد الأوراسي، علاوة على كونها دولة مسلمة، ما يجعل هذا الاجتماع مبشر بنتائج إيجابية.

وتعتبر مباحثات جنيف غير المثمرة، التي فشلت في الوصول إلى حل بين النظام والمعارضة، والتي شهدت حضور كل الدول الغربية، في حالة نجاح مفاوضات الأستانة لاغية، وسيصبح مصير الاجتماع في جنيف المقرر له الثامن من فبراير القادم مرهونًا بنتائج اجتماع الأستانة؛ وسيصبح من الصعب السير في الاجتماعين على التوازي، ما سيجعل أمريكا والسعودية خارج الصورة في حالة رفضهما حضور اجتماع الأستانة.

ويعتبر الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزاربايف، وجه مقبول لدى الوطن العربي والصين والدول الغربية.

ومن المتوقع أن يكون طريق المفاوضات طويلًا؛ لأن كل من النظام السوري والقيادة الروسية يرفضان تقسيم سوريا، ما سيجعل إرضاء كل الأطراف والقبائل في سوريا مسألة صعبة تستغرق وقتًا طويلًا.
الجريدة الرسمية