رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. 5 مشاهد تلخص ثورة الياسمين.. محمد البوعزيزي يحرق نفسه.. احتجاجات في سيدي بوزيد.. المظاهرات تجتاح تونس.. خطاب رئاسي للتهدئة.. وهروب بن علي «آخرها»


في 17 ديسمبر 2010، كان «محمد البوعزيزي» واقفًا بعربة الفاكهة التي اعتاد جرها صباح كل يوم، في أزقة شوارع وحواري ولاية بوزيد التونسية، ليشق طريقه إلى السوق، كي يجلب قوت يومه، وفي هذا النهار حدث ما لا يتوقعه، حيث استوقفته عناصر الشرطة، لتجرده من عربة رزقه، ليرد عليهم بالمقابل بإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد، ليلقى حتفه على إثرها عقب نقله إلى المستشفى.


تلك الشرارة التي أشعلها البوعزيزي في نفسه، كانت البداية لثورة أطاحت بحكم «زين العابدين بن علي» حاكم تونس آنذاك، عرفت بثورة «الحرية والكرامة»، لتكون بعدها منفذًا لثورات الربيع العربي بأكمله، وفي ذكراها اليوم تستعرض «فيتو» أبرز 5 مشاهد وقعت خلالها.

بداية الاحتجاجات
عقب وفاة محمد، تجمع مئات الشبان في منطقة سيدي بوزيد في 18 ديسمبر، وخرجت مسيرات حاشدة من شباب وأهالي معتمدية منزل بوزيان، للتضامن مع محمد البوعزيزي والاحتجاج على ارتفاع نسب البطالة، والتهميش والإقصاء في هذه الولاية الداخلية، ونادى الأهالي بإسقاط النظام ومحاسبة الطرابلسية، وهنا اعترضت قوات الأمن تلك الاحتجاجات، وقامت باعتقال العشرات وتحطيم بعض المنشآت الحيوية بالولاية، بجانب إطلاق الرصاص الحي ضد المحتجين وإصابة العشرات.

اعتقال المغنين
وعقب تلك الاحتجاجات، قامت السلطات التونسية باعتقال المدونين ومغني الراب التونسي، وذلك بعد اعتراضهم على النظام التونسي على صفحات الإنترنت.

وهنا تجمع المئات من النقابيين والحقوقيين في ساحة محمد علي في تونس العاصمة، للتعبير عن تضامنهم مع أهالي سيدي بوزيد وللاحتجاج على قمع المسيرات الشعبية والاعتقالات.

تصاعد الاحتجاجات
ووصلت المظاهرات إلى العاصمة تونس، وتصاعدت أعمال العنف، ورفع المتظاهرون شعارات ضد الحكومة التونسية، كان أبرزها «ارحل»، الأمر الذي دعا قوات الأمن لإطلاق الرصاص الحي ضد المحتجين للمرة الثانية، وسقط أكثر من 35 قتيلًا في مدينتي القصرين وتالة والرقاب.

وتضامنًا مع تلك الاحتجاجات، نظم مجموعة من التونسيين في فرنسا مظاهرات حاشدة، للتنديد بأعمال العنف ضد المتظاهرين، ودعم الثورة الشعبية لأهالي تونس.

خطاب التهدئة
ومع هذه الأوضاع المتأججة في البلاد، حاول زين العابدين بن علي، تهدئة الأوضاع، من خلال خطاب للشعب في 10 يناير2010، وعد فيه بتوفير 300 ألف فرصة عمل جديدة لاحتواء نسب البطالة المرتفعة لدى حاملي الشهادات والمواطنين، إلا أن المحتجين لم يقتنعوا بخطابه، واشتعلت الاضطرابات مجددًا.

ووقعت في الساعة الواحدة ظهرًا عقب الخطاب مباشرة، مظاهرات في وسط تونس العاصمة، وتحديدًا بساحة البساج وقد حضرها ما بين 100 أو 200 ألف شخص، قامت قوات الأمن بقمعها بأبشع الوسائل، كما قامت قوات من الجيش بمحاصرة قصر «بن علي»، خوفًا من اعتداء المحتجين عليه.

الهروب
وجاء يوم 14 يناير2011، لتجبر الانتفاضة الشعبية، الرئيس زين العابدين بن علي، الذي كان يحكم البلاد بقبضة حديدية لمدة 23 سنة، على مغادرة البلاد بشكل مفاجئ إلى السعودية، ورحبت السعودية باستضافة زين العابدين، وأعلن الوزير الأول محمد الغنوشي عن توليه رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة، وذلك بسبب تعذر أداء الرئيس لمهامه، استنادًا إلى الفصل 56 من الدستور التونسي.

وبعد مغادرة بن علي لتونس، تم اعتقال 33 من أقاربه، وبث التليفزيون الرسمي صور حليّ ومجوهرات وساعات وبطاقات مصرفية دولية ضبطت خلال اعتقالهم، وكذلك أسلحة بشكل أقلام حبر تطلق الرصاص الحي، لتبدأ بعدها احتفالات الشعب التونسي بهروب الحاكم.
الجريدة الرسمية