رئيس التحرير
عصام كامل

الخيانة.. والإرهاب.. والحرية المطلقة !


يحكى في القصص الشعبي، قصة الشاب أدهم الشرقاوى الذي كان يرفض الظلم في قريته سواء من الباش آغا أو من الإنجليز، وحاولت السلطة والإنجليز الإيقاع به، إلا أنهم فشلوا، لهذا لجأوا إلى حيلة دنيئة للتخلص منه، كان إغراء أقرب أصدقائه -بدران -لقتله، وذهب إليه بدران مرة وأخرى وفى المرة الثالثة، أطلق عليه النار أثناء تناولهم الغداء معا!


جيلي ممن عاصر الستينيات لايستطيع أن ينسى مطلقا نهاية التمثيلية الملحمية "أدهم الشرقاوى "وأصبح بطلا بيننا كأطفال ونموذج للشباب، وأصبح اسم أدهم له دلالة ضد الظلم لدى الشعب المصري،..وعودة للتاريخ، كان من عادة الحرب عند العرب قديما إذا سقط السيف من المحارب، لايمكن قتله، وإذا خاف وانسحب المحارب فرارا من أرض المعركة، لايمكن قتله من ظهره، وهذا يفسر أحد أسباب العار التي كانت تطارد وحشى-حتى بعد دخوله الإسلام- قاتل سيد شهداء الجنة حمزة بن عبد المطلب، لأنه قتل حمزة من ظهره غدرا وجبنا ولم يواجهه وجها لوجه بشجاعة.

أما في العصر الحديث لا أستطيع نسيان رسالة من مجند استشهد في الحرب ضد جماعات الإرهاب وأعداء الإنسانية في سيناء المقدسة، الرسالة إلى أهله والتي أشار إلى أن الرسالة تعنى استشهاده، قائلا: يا أبى لا أحد يريد أن يصدق أننا في حرب حقيقية، نواجه عدو حقيقى بلا أخلاق، نحن قادرون على إبادة العدو لأننا أصحاب الأرض والله معنا، ولكن يا أبى تخيل هناك من أهل المنطقة من كان يأكل معنا ونقتسم رغيف العيش ونفاجأ أنه ضدنا!

تخيل أننا نفطر معا في الصباح ونفاجأ به بين القتلى في المساء.

إنها الخيانة، كانت وستظل إحدى أدوات العدو الجبان، كتبت مرات عديدة في هذا المكان أن هناك خطأ في إستراتيجية المواجهة مع العدو الجبان، واتهمت أن هناك خيانة من بعض ضعاف النفوس سواء الأهالي وربما يكون أحد من الإخوان، وغضب الكثيرون من كلامي بحجة أنه لا مجال لهذه الأسباب أو الاتهامات، ولكن ماحدث في الهجوم على كمين المطافى واكتشاف خيانة أمين شرطة، دليل على صحة تحذيراتنا السابقة، ومع هذا لابد من الإشادة بضربة الشرطة القوية وتصفية عشرة من الإرهابيين المسئولين عن الهجوم على كمين المطافى..

وجميل أن أقرأ للصديق عصام الدين الزهيرى وهو ليس من داعمي الحكومة بل من أشد المعارضين عن تصفية الإرهابيين العشرة قائلا: هذا الخبر لهواة أو محترفي الشكوى من التقصير الأمني: الأمن المصري نجح النهاردة الفجر في تصفية الإرهابيين العشرة اللي نفذوا اقتحام كمين المطافي، وأظن أنه لا أكفأ ولا أسرع ولا أقوى من كده، وتستحق كفاءة الجهاز الأمني المصري أن نضعه في مصاف الأكثر كفاءة في مواجهة الإرهاب حول العالم. ويتبقى علينا أنه مش مع كل ضربة للإرهابيين بقى نرمي نفسنا في حضن ماما ونعيط ونقول لها: انقذينا من التقصير الأمني.

الحرب مع الإرهاب دموية وقاسية ومكلفة، وكارثتنا مش في التقصير الأمني ولكن في التقصير في الحرب على الإرهاب نفسه، في اكتفائنا بمواجهة الأمن له، في غياب أي مواجهة صحيحة لأسسه الدينية والفكرية والسياسية، نحن نتصدى للعنف لكن نتهرب من الأصولية، نقاتل الإرهابيين ولا نقاتل الإرهاب.

كلمة للذين أحزنهم طرد أو وقف برنامج إبراهيم عيسى.. بعيدا عن رأيى فيه أنه يمارس الدجل من مايقرب من 30عاما وكان أحد رجال نظام مبارك وانقلب عليه بعد عدم تنفيذ وعدهم له برئاسة روزاليوسف... كان هو سن الحربة لمواجهة جريدة الشعب واتهامها بالعمالة وأنها ضد الدولة المصرية، اسأل هؤلاء والمغيبين ويرون أن شواذ 25يناير- لا علاقة لهم بملايين الشعب الشرفاء - أصحاب قضية، كم مرة خرج عيسى والإبراشي وخالد على وحمدين والبرادعى ينعون شهداء مصر من الجيش أو الشرطة أو المدنيين؟ لم يحدث مرة واحدة! أتحدى أن يكونوا ظهروا في جنازة شهيد أو ذهبوا لأسرة شهيد!

ومع هذا الأخ عيسى لايعرف الديمقراطية مع من حوله.. وأتحدى.. مثله مثل الأحزاب لا تعرف ماذا يعنى تبادل السلطة ؟ وأعود لاقول في العالم الرأسمالي كله أي قناة خاصة أو علامها له حسابات مع الدولة ومع رجال الأعمال الآخرين، وﻻ حرية لمقدم برنامج إلا في إطار مصالح صاحب القناة.. وحكاية الحرية من عدمها سذاجة وجهل. مع احترامى للمراهقة التي يتحدث بها البعض من بعض الأسماء المفروض واعية.. ومثقفة! هذا الرأي يشبه رأى المفكر فكرى أباظة عندما قال: ﻻحرية لإعلام مع رجال المال.
الجريدة الرسمية