رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات خطة تقشف دور النشر في معرض الكتاب 2017 (تقرير)


مخاوف كثيرة ألقت بظلالها على صدور العاملين على صناعة النشر في مصر، منذ ظهور ملامح الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد في ظل تحرير سعر صرف الدولار.. جميعهم كان يضرب كفًا على كف ويتوقع ما ستؤول إليه الأحداث في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ذلك العرس الثقافي السنوي للناشرين، ولكن ترتدي العروس هذا العام ألوان داكنة بدلا من فستان الزفاف الأبيض.


جميع ماتوقعه الناشرون صار ملء السمع والبصر، ابتداء من ارتفاع سعر تكلفة الكتاب وصناعته، إضافة إلى أسعار العمالة والمعدات اللازمة لتجهيز أجنحتهم بالمعرض، انتهاء بمصاريف الشحن التي يتكبدها الناشر الدولي الراغب في المشاركة، خسائر فادحة يحاول الناشرون تفاديها ليخرجوا من دورة المعرض الثامنة والأربعين بأقل الخسائر الممكنة.

وعلى الرغم من أن هناك مجموعة من دور النشر لم تشارك هذا العام بالمعرض، وذلك حسب تصريح عادل المصري رئيس اتحاد الناشرين المصريين الذي أكد أن نسبة مشاركة دور النشر بالمعرض هذه السنة أقل 50% من العام الماضي، على أن يتم إعلان الرقم النهائي لمشاركة دور النشر خلال الأيام المقبلة في مؤتمر صحفي تعقده هيئة الكتاب.

تقليص الإصدارات
أما دور النشر التي ستشارك في الدورة المنتظرة للمعرض، قررت في نفسها اتباع خطة للتقشف وتقليص النفقات حتى يمر الأمر بسلام بأقل الإصابات والخسائر، وذلك من خلال تقليص عدد الإصدارات، أي قبول عدد معين من الكتاب والأدباء لنشر إصداراتهم، على أن يكون الأدباء المقبول أسمائهم يتمتعون بشهرة ما حتى تستطيع الدار توفير نفقات الدعاية والإعلان.

"فيس بوك"
واتبعت معظم دور النشر هذه الدورة طرقا مختلفة في الترويج لإصداراتها، وذلك من خلال استخدام إعلانات "فيس بوك" نظرًا لما يحققه من سرعة في التواصل مع القارئ بشكل مباشر، إضافة إلى قلة تكلفة الإعلان الواحد على صفحات الفضاء الأزرق.

مشاركة الأجنحة
فيما قللت معظم دور النشر مساحات الأجنحة التي تؤجرها خلال أيام المعرض لتوفير النفقات، فيما تشاركت بعض دور النشر في الأجنحة، وهو ما أعلنته الدار العربية للعلوم، من خلال تقليص المساحة للنشر وتقليص عدد الإصدارات التي تشارك بها في المعرض.

الأمر نفسه التي اتبعته دار تنوير التي حجزت في العام الماضي، 32 مترًا بأرض المعارض، أما هذا العام قررت تقليص مساحة الجناح إلى النصف وهو ما كلفها دفع 23 ألف جنيه، فيما تم تخصيص نصف المساحة الآخر لدار الفارابي اللبنانية التي أعلنت عدم تمكنها من المشاركة بممثلين عنها، واختارت توكيل "التنوير".

خوف من الخسارة
وأكد عادل المصري رئيس اتحاد الناشرين المصريين أن دور النشر تنتابها حالة من الحذر في نشر كتب بعينها لتنأى بنفسها عن المغامرة، وسيتسبب ذلك في ضعف فرص الكتاب الشباب في البزوغ لأن النشر سيقتصر فقط على أسماء الكُتاب الكبار والمشاهير القادرين على الترويج لأعمالهم، وبهذا ستكون الخسائر فادحة ليس فقط على المستوى المادي، وإنما على مستوى التعددية والتنوع، فضلا عن وأد العديد من المواهب الشابة.

وأشار «المصري» في تصريحات خاصة لـ «فيتو» إلى التراجع الكبير في عدد إصدارات دور النشر سنويا، مؤكدًا أن العدد تراجع من 5 آلاف نسخة في الطبعة الواحدة ليستقر عند 300 نسخة، كما أن هناك عددًا غير قليل من دور النشر قررت إيقاف نشاطها ووصل عددهم لـ60 دارًا، ولم تجدد اشتراكاتها كأعضاء باتحاد الناشرين المصريين ما يعني عدم مشاركتهم في معرض الكتاب باعتباره أهم سوق ثقافية تتمتع بالرواج لدور النشر، ليعد ذلك منحى خطيرا يدل على ما آلت إليه الأمور على ضرورة البحث عن سبل للخروج من النفق المظلم.
الجريدة الرسمية