سقوط الخليفة.. مشاهد تفضح أكذوبة أردوغان قدوة الإخوان
الإنجازات التي حققها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، في بلاده على مدى 11 عاما حينما كان يشغل منصب رئيس الوزراء، لا يستطيع أحد إنكارها أو انتقادها، فقد عمد الرجل على تشجيع الصناعة والاستثمار في بلاده، بهدف احتفاظ حزبه العدالة والتنمية بأغلبيته البرلمانية بمباركة شعبية.
وخلال هذه الأعوام الـ 11 التي اكتفى خلالها أردوغان بالجلوس على مقعد رئيس الوزراء، انفتح على دول الجوار العربى، وعرف عنه دعم للقضية الفلسطينية وتصديه للانتهاكات الإسرائيلية في لبنان وسوريا، وعلقت صوره على جدران المنازل العربية.
رئاسة الدولة
وعقب وصوله إلى منصب رئيس البلاد، سقط قناع الديمقراطية والليبرالية الذي اختبأ خلفه لنحو عقد من الزمان، تميز خلالها بـ"براجماتية" تحسب له لا عليه، النموذج التركى الذي بقى لعقد مصدر للفخر والتشدق بالتجربة، تبخر بين ليلة وضحاها وتحولت أنقرة في عهد رئاسته التي لم تتخط الثلاثة أعوام إلى رجل الشرق المريض.
بدورها اعتادت جماعة الإخوان على معايرة مصر بإنجازات أردوغان، واعتباره نموذجا للتفوق في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، وتعتبر ذكر اسمه ووضع صوره على مواقع التواصل الاجتماعى مكيدة للنظام المصري.
الخليفة الجديد كما يفضل مريدوه تسميته سقط أخلاقيا وسياسيا في ثلاثة أعوام من ولايته الأولى كرئيس للدولة، وخلال التقرير التالى ترصد "فيتو"، أبرز 5 مشاهد تكشف زيف معايرة الإخوان لمصر بتركيا.
الديكتاتورية
الرئيس التركى الذي ظل يتحدث عن الديمقراطية في بلاد مصطفى كمال أتاتورك، منذ اليوم الأولى لتوليه مهام منصبه سعى جاهدا لغرس أنيابه في جسد دولة السلاطين، وشرع حزبه –العدالة والتنمية- لإجراء تعديلات دستورية مستغلا حالة الشتات التي تشهدها البلاد، بهدف تحويل بلاده من النظام البرلمانى إلى الرئاسي، قبل هذه الخطوة حول البلاد إلى دولة بوليسية يلاحق زوار الليل بها الصديق قبل العدو، ومن المرتقب أن تمكنه 16 مادة دستورية جديدة إلى أعظم ديكتاتور جلس على كرسي الخليفة.
جيوب الكفن
إبان ثورة 25 يناير خرج رئيس الوزراء حينها رجب أردوغان، موجها خطابه إلى الرئيس الأسبق حسنى مبارك، أشهر عبارة وردت فيه: "الكفن ليس له جيوب"، وفجرت الأيام قنبلة دخان في عيون محبيه عندما كشفت الأجهزة الأمنية في بلاده عن أكبر قضية فساد تورط فيها وهو وأفراد عائلته والدائرة المقربة من محيطه السياسي.
خيانة الأصدقاء
طبق أردوغان أيضا القاعدة السياسية الشهيرة التي تقول:" أصدقاء اليوم أعداء الغد"، وانقلاب بطريقة مريبة على أنظمة صديقة أبرزها النظام السوري بشار الأسد، وطالت خيانته أصدقاءه ومحبيه ودفع الرئيس الأسبق عبدالله غول فاتورة باهظة الثمن على مواقفه المعترض على سياسته، ولم يسلم مهندس خارجيته الأسبق أحمد دواد أوغلو من ألاعيب صديقه القديم، ومثلت واقعة اعتقال نجل شقيقة "أوغلو"، ضربة في خصر العلاقة التاريخية بينهما.
ويعد الداعية عبدالله كولن، أبرز ضحايا منهج الانقلاب على الأصدقاء الذي يمارسه أردوغان، وأنكر جميل دعم حركة الخدمة له ماديا وسياسيا في مستهل حياته السياسية، بعدما تخلى عن أستاذه الأول نجم الدين أربكان، وانشق عن حزب "الرفاه".
التحالف مع إيران وإسرائيل
انتقد سياسة إيران المذهبية، ومهاجمة منهج إسرائيل الصهيونى، من الدعائم الأساسية التي شيد عليه أردوغان شعبيته وسط الأتراك خلال عقود من الزمان، وبين ليلة وضحاها تحولت دولة الملالى إلى صديق حميم، وإسرائيل إلى حليف إستراتيجى بالمنطقة.
ذات الطريق انتهجه الرئيس التركى مع روسيا التي مثل الهجوم عليها وجبة دسمة في خطاباته العنترية لنصرة الشعب السوري، وانبطح أمام فلاديمير بوتين، بدون مقدمات بهدف الحفاظ على مصالحه السياسية بعدما تخلى عنه الحليف الأمريكى وطعنه في الظهر بدعم الأكراد، وقدم عربون الصداقة للروس بتراجعه عن مطلبه برحيل الأسد، وبارك ذبح الشعب السوري في حلب على يد ميلشيات إيران.
دعم الإرهاب وانهيار الدولة
آخر الجرائم التي ارتكبها "أردوغان"، في حق بلاده وشعبه تورطه المباشر في دعم التنظيمات الإرهابية وتحويله "إسطنبول" من مدينة جمال على سطح الكرة الأرضية، إلى بؤرة إرهابية تأوي العناصر المسلحة تروع شعبه الآن بعد تخليه عن دعمهم لسنوات.
الفاتورة الاقتصادية الباهظة نتيجة الممارسات السياسية المتخبطة يدفعها الشعب التركى الآن، ويطالبهم رئيسهم بإخراج أرصدتهم النقدية من تحت "الوسادة"، لتعويض العجز الناتج في الدولار، ولجأ إلى بيع جنسية بلاده مقابل مليون دولار لتعويض عجز خزينة الدولة المنهكة في دعم الإرهاب والمعارك الخارجية والصراع المسلح الدائم مع الأكراد، ومجابهة عناصر القاعدة وداعش المنقلبة التي شرعت في تصفية الحسابات.