رئيس التحرير
عصام كامل

بين «مسئولية» عمرو أديب ومسخرة هدير!


القصة أكبر من هدير ومن طفل أنجبته بغير الطريق الشرعي.. ما القصة أصلا؟ هل تعرفونها؟ سنقول لكم:
يكفي لأحدهم أن يمرر مشاهد "شاذة" في عمل جماهيري وعلني.. روائيا كان أو سينمائيا ليكون أدى دورا مهما ومفيدا لجهات ما.. تعرفه ويعرفها.. ويكفي لأحدهم أن يقدم في عمل درامي دعوة للحياة الكاملة قبل الزواج ليكون قدم إضافة أخرى للصورة التي تريدها الجهة المجهولة.. وهنا كان لابد أن تكتمل الصورة بشكل الحياة بعد نتائج انفلات ما قبل الزواج أو حتى بدون أي زواج وطفل بريء لا ذنب له فيما ارتكبه غيره.. بينما يقدم رابع البذاءة والابتذال على الشاشة ويقدم خامس الانحطاط بصورته الكاملة ويقدم سادس الخلاعة في إعلان تليفزيوني وبعدها يكون حصاد هذا كله خرابا في خراب!


ولكي تتضح الصورة نسألكم: هل شاهدتم حلقة عمرو أديب أمس الأول؟ هل شاهدتموه وهو يقدم مشكورا وبمسئولية وطنية ما يرفع معنوياتنا جميعا رغم أنه الساخر الدائم من 67؟ هل شاهدتم الشعب المصري بعد النكسة؟ هل شاهدتم كيف قاتل في رأس العش بعدها بأيام؟ وكيف قاتل 36 ساعة متصلة في شدوان ليهزم في ملحمة كاملة جيش العدو بطائراته حتى أجبره على الانسحاب؟ وكيف أغرق إيلات؟ وكيف بني حائط الصواريخ؟ وكيف صمد بدون غطاء جوي؟ وكيف وهو يفعل كل ذلك وغيره أكمل تحت القصف السد العالي وبني مجمع الألومنيوم ومصانع الأدوية وإيديال وأسس المحكمة الدستورية العليا؟

ليس كدول أخرى أعلنت في اتصال هاتفي الاستسلام ورفعت الرايات البيضاء فانتهت الحرب بهزيمتها وقد بات الأمر تاريخا.. أما هنا.. خابت آمال ديان وكل قادة العدو الإسرائيلي حتى انتصرنا في أكتوبر المجيد!

شعبنا العظيم بصورته السابقة والمستهدف بسببها أو على الدوام والذي تشن عليه جهات خفية أسوأ وأقذر حرب لتدميره يقاوم بفطرته ومن دون أن يعرف ما يحاك له.. ومن دون أن يعرف أن من بين صفوفه من سيخرج ليهاجم نظرية المؤامرة وما سيطلقون عليها الهلاوس والأوهام.. وشعبنا الطيب الذي خذله إعلام وطنه.. ومؤسسات بلده وتركوه نهبا لكل عابر سبيل يعبث في وعيه وينهب خيراته ويتآمر عليه ولولا المناعة الذاتية التي تقاوم مع العناية الإلهية لانتهي الشعب المصري منذ سنوات!

قصة هدير بهذه البجاحة.. بل وهذه الوقاحة.. يجب أن تقاوم بكل قوة.. وكل حزم.. من المصريين الشرفاء أنفسهم إلى التعامل معها بالقانون حتى لو كانت هي نفسها ضحية لشخص أو لأفكار سربت بليل إلى المصريين ونقف الآن من فعل تم في السر إلى نتائج ودعاوي في العلن.. وثقافة جديدة يروج لها.. ولا ولن يشفع معها دعاوي الحرية الشخصية أو التضامن الإنساني.. الموضوع كبير وقد آن أوان الضبط والربط وإلا فقولوا على شعبنا السلام!
الجريدة الرسمية