سلبيات الإعلام غير المهني
نعانى في مصر منذ فترة طويلة –بعد شيوع الفضائيات الخاصة- من الإعلام غير المهنى، الذي جعل مقدمى برامج "التوك شو" على وجه الخصوص يخالفون أبسط قواعد الإعلام المعترف بها عالميا.
وفى مقدمة هذه القواعد ألا يحتكر مقدم البرنامج الميكروفون لنفسه، ويظل يتحدث بمفرده طوال الوقت في شكل مونولوج طويل وممل! وأسوأ من هذا بكثير أن هذا المذيع أو بمعنى أدق "مقدم البرنامج" حتى لو كان بين أنصاف المتعلمين ممن دخلوا مجال الإعلام بالصدفة أو بالواسطة، يبيح لنفسه أن يفتى في كل الموضوعات من أول التسلح الذرى والصواريخ العابرة للقارات إلى المعضلات الاقتصادية والمشكلات السياسية والاجتماعية..
وهى أحاديث تافهة وتعليقات في كثير من الأحيان مستفزة وتفتقر إلى المصداقية، وإذا أضفنا إلى هذه السلبيات شخصية مقدم البرنامج الذي -لسبب أو لآخر- قرر أن يقوم بدور الزعيم السياسي الذي يحترف نقد سياسات الدولة في كل المجالات-عّمال على بطال- فتلك في الواقع من إبداعات الإعلام المصرى التي لا سابقة لها في الإعلام العالمى!
وما دمنا ذكرنا الإعلام العالمى كما نشاهده في برامج متعددة تذاع باللغة الإنجليزية أو الفرنسية، فإننا نراه يتسم بالسمات التالية، وهى التركيز الشديد وعدم الثرثرة الفارغة واحترام التخصص العلمى.
فإذا كان موضوع المناقشة مسألة إستراتيجية فإن مقدم البرنامج يستضيف مفكرا إستراتيجيا أو أكثر لمناقشة الموضوع، وقد يحرص على أن تكون آراؤهم مختلفة حتى يتيح الفرصة لظهور الرأى والرأى الآخر.
أما لو كان الموضوع متعلقًا بالعلم فإنه يستضيف عالمًا أو أكثر ليتحدث، وكذلك الحال في مجال الآداب والفنون.
التواضع واحترام التخصص وعدم فرض الآراء الشخصية لمقدم البرنامج على المشاهدين أو المستمعين، والدراسة المتعمقة لأصول الإعلام كل هذه السمات هي معايير مقدم البرنامج الناجح والذي عادة تتخاطفه القنوات المتنافسة.
وهناك نماذج عالمية معروفة لمقدمى البرامج المشاهير مثل "كرونكايت" في البرامج السياسية "وأوبرا وينفرى" في البرامج الاجتماعية وغيرهما الكثير من خيرة الإعلاميين.
على الإعلاميين المصريين أن يشاهدوا هذه البرامج ويتعلموا منها أصول المهنة!
eyassin@ahram.org.eg