محمود رمضان يكتب: مباراة جمال وعلاء
إذا كنت تشاهد مباراة مصر وتونس عبر شاشات التلفاز فأنت شاهدت جمال وعلاء مبارك في المدرجات وإذا كنت في الملعب فأنت رأيت كثير من المشجعين ذهبوا للتصوير معهم.
أنا لست ضد الحرية الشخصية لأى مواطن كان ولست ضد حرية التنقل من مكان لآخر لجمال وعلاء أو حتى الرئيس الأسبق حسني مبارك لأن هناك قضاء يحكم ونحن نلتزم بأحكامه.
ولكن أنا ضد البعض ممن يروج لفكرة ترشح جمال مبارك في الانتخابات الرئاسية القادمة واعتباره رئيس مصر القادم.
من قاموا بثورة 25 يناير نادوا بالعيش والحرية والكرامة ومن ضمن أسباب قيام الثورة هو القضاء على التوريث.
أضف إليها القضاء على الفساد المنتشر والرشوة والواسطة والمحسوبية خلال تلك الفترة وهناك عوامل وأسباب أخرى كثيرة كانت سببا في قيام الثورة.
الإعلام بالكامل تحول من تحليل مباراة مصر وتونس إلى تحليل مباراة جمال وعلاء وانتشرت الأقاويل كالنار في الهشيم وأصبحت مادة خصبة لجميع مواقع التواصل الاجتماعى.
إذا أردنا تغيير الواقع المرير الذي نعيشه يجب علينا أن نغير من أفكارنا قبل أي تغير على أرض الواقع فالتغيير ينبع من العقل وبعد ذلك يتم تطبيقه على أرض الواقع فعلاء وجمال مواطنين مصريين لهم الحرية الكاملة في التنقل في شتى أنحاء الوطن هذا لا يمنع اهتمام الناس بهم لأنهم كانوا في موقع السلطة في يوم من الأيام ولكن يجب أن نقيم الأمور من منظورها الطبيعى لا أن نذهب ونفكر ونتحدث عن أشياء بعيدة تماما عن الواقع ولا يفكر فيها أصحابها.
نحن قمنا بثورتين في زمن قياسى وإلى الآن لا نخطوا خطوة واحدة نحو تغير أنفسنا من الداخل ولا نحاسب أنفسنا على خطأ واحد إقترفناه في حق الوطن فكل منا يعتقد أن أفكاره هي الصحيحة وأنه من يمتلك الحلول لجميع المشكلات.
نحن من نضيف شرعية للشائعات بتردديها والعمل على انتشارها بعدم الوعى وافتقاد الرؤية المستقبلية.
إذا كنت ممن شارك في ثورة 25 يناير فأنت بالطبع ضد ترشح جمال مبارك لأن من أسباب قيام الثورة هو منع التوريث فترديد نغمة الترشح السائدة حاليا يضيف للواقع الأليم لحنا سيئ السمعة.
مما لاشك فيه أن ثورة 30 يونيو جاءت من رحم 25 يناير
وإذا كنت مع ترشح جمال مبارك وساخط على ثورة 25 يناير فدعنى اسألك:
ماذا سيقدم جمال مبارك في الفترة العصيبة التي يمر بها الوطن حاليا ؟
. ترديد البعض للفكرة ليس من باب الإصلاح والتقدم ولكن من باب النكاية والشماتة في ثوار 25 يناير وما تبعها من أحداث .
ليس هذا هو الحل للخروج من عنق الزجاجة والوصول بالوطن إلى بر الأمان.
إذا أردنا الخروج من النفق المظلم علينا جميعا مسئوليات تجاه الوطن يجب أن نؤديها على أكمل وجه يجب أن نخاف على بلدنا أكثر وعلى كل منا أن يعمل بكل جد وإخلاص وأن نبتعد عن الأحقاد والشماتة وأن نعمل على تغيير أفكارنا باستمرار لمواكبة الأحداث السريعة والمتجددة باستمرار.
. وعلى الإعلام دور كبير في توعية الشعب وبث الأفكار التنويرية التي هي في المقام الأول بداية النهوض بالمجتمعات.