صفحة جديدة في العلاقات «المصرية- الأمريكية».. السيسي يلتقي وفد مجلس أعمال الأمن القومي.. يبحث مكافحة الإرهاب وأزمات الشرق الأوسط.. والتعاون الاقتصادي بين البلدين على مائدة الحوار
يجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، جلسة مباحثات مع وفد من مجلس أعمال الأمن القومي الأمريكي.
العلاقات الاستراتيجية
ومن المقرر أن يشهد اللقاء سبل تعزيز وتنمية العلاقات الاستراتيجية بالولايات المتحدة في جميع المجالات ومجمل التطورات على الساحة الإقليمية وأهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة بما يحفظ وحدة وسيادة تلك الدول وسلامتها الإقليمية، ويصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها.
الجهد الدولي
كما يبحث أهمية تضافر الجهد الدولي من أجل التصدي لخطر الإرهاب والتطرف الذي أصبح يهدد العالم بأكمله، والتأكيد على أهمية دور مصر في المنطقة بوصفها دعامة رئيسية للأمن والاستقرار وجهود مصر لمكافحة الإرهاب والتصدي للتطرف بجانب الخطوات التنموية المهمة التي اتخذتها الحكومة المصرية خلال العامين والنصف الماضيين، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج متكامل للإصلاح الاقتصادي.
ومن المقرر استعراض جهود الحكومة المصرية في توفير مناخ جاذب للاستثمار وترحيب مصر باستقبال الاستثمارات الأمريكية في القطاعات المختلفة.
وفي سياق متصل، يتوقع أن يشهد عام 2017 ومع تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مقاليد الحكم، عودة الشراكة الاستراتيجية في العلاقات المصرية – الأمريكية.
عودة الدفء
وشهدت الفترة الماضية عودة الدفء للعلاقات المصرية الأمريكية التي بدأت مع استئناف الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي على مستوى وزراء الخارجية بين مصر والولايات المتحدة لأول مرة منذ عام 2009، بالإضافة إلى زيارات وفود الكونجرس الأمريكي الأخيرة لمصر خلال العام الجاري، كما رحبت واشنطن بجهود مصر لتبني حزمة إصلاحات اقتصادية مهمة بدعم من صندوق النقد الدولي.
المؤشرات الجيدة
ومن المؤشرات الجيدة على تلك المكالمة التي تلقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي الشهر الماضي من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تم التطرق خلاله إلى مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية بعد تولي الإدارة الأمريكية الجديدة مسئولياتها بشكل رسمي، حيث أعرب الجانبان عن تطلعهما لأن تشهد المرحلة المقبلة تناميًا ملحوظًا يشمل جميع جوانب العلاقات الثنائية، وتعاونًا في كافة المجالات التي تعود على شعبي البلدين بالمصلحة والمنفعة المشتركة.
الأوضاع الإقليمية
كما تم خلال الاتصال التباحث حول الأوضاع الإقليمية وتطوراتها المتلاحقة التي تنبئ بتصاعد التحديات التي تواجه الاستقرار والسلم والأمن الدوليين، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط الأمر الذي يعزز من أهمية التعاون المشترك بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية في سبيل التصدي لهذه المخاطر.
الاستيطان الإسرائيلي
وفي هذا الإطار، تناول الاتصال مشروع القرار الذي طرح أمام مجلس الأمن حول الاستيطان الإسرائيلي، حيث اتفق الرئيسان على أهمية إتاحة الفرصة للإدارة الأمريكية الجديدة للتعامل بشكل متكامل مع كافة أبعاد القضية الفلسطينية بهدف تحقيق تسوية شاملة ونهائية لهذه القضية.
زيارة الولايات المتحدة
في ختام الاتصال، أبدى الرئيس الأمريكي المنتخب تطلعه لقيام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة الولايات المتحدة في القريب العاجل؛ لتبادل الرؤى بين البلدين حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك تجاه قضية السلام في الشرق الأوسط.
الدول المحورية
وترتكز السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية على عدد من الدول المحورية بمختلف أنحاء العالم، والتي تعد مصر واحدةً منها فتحاول الولايات المتحدة الاستفادة من موقعها وتاريخ شعبها العريق الممتد لأكثر من سبعة آلاف سنة.
لقاءات
وعقد الرئيس السيسي عدة لقاءات داخل مصر وخارجها خلال الفترة الماضية لتقوية العلاقات مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، وأعرب الرئيس خلال اللقاءات عن تطلع مصر لتعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تجمعها بالولايات المتحدة منذ عقود وتطوير التعاون الثنائي على كل الأصعدة بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
التنسيق والتشاور
وأكد الرئيس أهمية مواصلة التنسيق والتشاور القائم بشأن القضايا والتطورات الإقليمية بما يُمكّن البلدين من مواجهة مختلف التحديات التي تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن.
منطقة الشرق الأوسط
وتناولت اللقاءات آخر التطورات بالنسبة للأزمات التي تمر بها بعض دول منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما في سوريا وليبيا والجهود الدولية المبذولة للتوصل إلى حلول سياسية تؤدي إلى استعادة السلام والاستقرار بما يسهم في الحفاظ على وحدة وسيادة هذه الدول وسلامتها الإقليمية وصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها.
وفود أمريكية
وفي السياق ذاته، عقد الرئيس السيسي خلال العام المنصرم لقاءات مع وفود أمريكية واستقبل وفدًا من أعضاء الكونجرس الأمريكي برئاسة السيناتور ليندسي جراهام رئيس اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية وعضو لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ.
والتقى السيسي رئيس مجلس النواب الأمريكي بول رايان على رأس وفد من أعضاء المجلس كما التقى الفريق أول جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية، وعقد جلسة مباحثـات بمقر رئاسة الجمهورية مع الفريق أول جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية.
الكونجرس الأمريكي
كما التقى الرئيس السيسي وفدًا من الكونجرس الأمريكي برئاسة السيناتور مايكل ماكول رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس النواب الأمريكي بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة والنائب الأمريكي جيف فورتنبيري عضو اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي ووفد من رجال الأعمال الأمريكيين ووفود من أعضاء الساسة والكونجرس والشخصيات المؤثرة في الرأي بأمريكا.
العلاقات الاستراتيجية
وأكدت الوفود الأمريكية أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، لافتة إلى أن مصر ركيزة الأمن والاستقـرار في منطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن كونها شريكًا محوريًا للولايات المتحدة في المنطقة.
مكافحة الإرهاب
وأشادت الوفود بدور مصر وقيادتها السياسية في مكافحة الإرهاب والجهود المصرية المبذولة في هذا الإطار، والتي تكللت بالنجاح، كما أثنى أعضاء الوفود على حكمة القيادة السياسية المصرية في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر والعمل على ترسيخ دولة القانون.
وأعربت الوفود عن توافقها مع الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب وتقديرها لها، مؤكدة أن مصر تعد إحدى أكثر الدول جدية والتزامًا في إطار مكافحة هذه الآفة الخطيرة.
جميع الأصعدة
وشدد أعضاء الوفود خلال اللقاءات على أهمية الارتقاء بالعلاقات الثنائية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، بما يصب في صالح البلدين، منوهين إلى جهودهم لتشجيع مجتمع الأعمال الأمريكي على زيادة العمل والاستثمار في مصر لدفع عملية التنمية الاقتصادية، فضلًا عن مساعيهم الدءوبة لاستئناف المساعدات الأمريكية لمصر بشقيها العسكري والاقتصادي.
متانة وقوة العلاقات
وأكدت الوفود متانة وقوة العلاقات بين البلدين وأهمية تنشيطها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والبرلمانية، ومنحها قوة دفع جديدة والبناء على ما يتوافر لدى البلدين من تعاون مشترك في تلك المجالات، مشيدة بما حققته مصر من إنجازات سياسية ومشروعات تنموية خلال العامين الماضيين بما أسهم في استعادة مصر لدورها الحيوي على الساحتين الإقليمية والدولية، وعزز من الشعور بالكبرياء الوطني.
الجهود المصرية
وأثنت الوفود على الجهود المصرية المبذولة لترسيخ قيم الوحدة الوطنية والمساواة بين كل أبناء الشعب المصري، فضلًا عن المساعي المصرية لتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي.
العلاقات الاستراتيجية
ورحب الرئيس بالوفود، مؤكدًا العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة، وحرص القاهرة على تنمية تلك العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات.
ترحيب مصر بالتواصل
وأكد الرئيس ترحيب مصر بالتواصل والحوار المستمر مع الولايات المتحدة وتبادل وجهات النظر إزاء العديد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، أخذًا في الاعتبار دقة الظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية وما تواجهه من خطر الإرهاب ومحاولات نشر الفكر المتطرف.
تطورات الأوضاع
واستعرض الرئيس مجمل تطورات الأوضاع التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية، منوهًا إلى جهود الدولة للحيلولة دون انتشار الفوضى والانزلاق إلى منعطف خطير.
إعلاء قيمة المواطنة
وأكد الرئيس أن مصر حريصة على إعلاء قيمة المواطنة وعدم التمييز بين أبنائها لأي سبب وعرض جهود الدولة لتوفير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين جنبًا إلى جنب مع الحريات والحقوق المدنية والسياسية التي يتعين تنميتها وازدهارها، منوهًا إلى المشروعات التي يتم تنفيذها والجهود التي يتم بذلها لتوفير المسكن اللائق والتعليم الجيد والرعاية الصحية المناسبة للمواطنين والعمل على الارتقاء بجودة مختلف الخدمات المقدمة إليهم.
الفكر المتطرف
وتطرقت اللقاءات إلى سبل مكافحة الإرهاب، حيث أكد الرئيس أهمية التصدي للإرهاب والفكر المتطرف من خلال منظور شامل لا يقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمني، ولكن يشمل أيضًا الجوانب الفكرية والثقافية.
الخطاب الديني
وأكد الرئيس أهمية تصويب الخطاب الديني وتنقية صورة الإسلام مما علق بها من شوائب منافية تمامًا لجوهر الإسلام الحقيقي ولصحيح الدين.
تضافر الجهود
كما تطرقت اللقاءات إلى أهمية تضافر الجهود الدولية لوقف مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، فضلًا عن محاربتها جميعًا دون انتقائية، لا سيما أنها جميعًا تعتنق ذات الفكر المتطرف وتستقيه من مصدر واحد.
الصعيد الإقليمي
وعلى الصعيد الإقليمي أكد الرئيس أهمية التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات في المنطقة بما يحافظ على وحدة أراضي دولها ويصون مقدرات شعوبها، ويعزز من تماسك مؤسساتها وكياناتها الوطنية.
تعزيز التفاهم
وفي سياق متصل، أكد الرئيس أهمية استمرار وتعزيز التفاهم الأمريكي – الروسي بشأن الأزمة السورية، مؤكدًا أهمية إبداء الأطراف الإقليمية المعنية المرونة اللازمة لتوفير البيئة المواتية لتسوية الأزمة.
الرئيس الأمريكي
كما تقدم الرئيس السيسي بخالص التهنئة للرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب" متمنيا له كل التوفيق والنجاح في أداء مهامه ومسئولياته القادمة في رعاية مصالح الشعب الأمريكي الصديق الذي منحه الثقة في القيادة، ومتطلعا إلى تعزيز علاقات التعاون بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية على كافة المستويات.
دونالد ترامب
والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الجديد مرة واحدة على هامش مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 71.
وتباحث الرئيس السيسي وترامب خلال اللقاء حول العلاقات الثنائية الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة، ولا سيما ما يتعلق بالتعاون على الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين.
الشعب المصري
وأعرب دونالد ترامب خلال اللقاء عن تقديره للرئيس وللشعب المصري على ما قاموا به دفاعًا عن بلادهم بما حقق مصلحة العالم بأكمله، كما أكد "ترامب" على أنه يكن لتاريخ مصر احتراما كبيرا، مشيدًا بالدور الريادي والمهم الذي تقوم به في الشرق الأوسط.
صديق وحليف
كما عبر مرشح الحزب الجمهوري آنذاك عن دعمه الكامل لجهود مصر في مكافحة الإرهاب، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستكون تحت إدارته –حال فوزه في الانتخابات الرئاسية– صديقًا وحليفًا قويًا يمكن لمصر الاعتماد عليه خلال السنوات القادمة.
علاقات الشراكة القوية
كما أشار دونالد ترامب إلى علاقات الشراكة القوية والممتدة التي جمعت بين البلدين على مدى العقود الماضية، مؤكدًا على حيوية هذه الشراكة بالنسبة لأمن واستقرار الشرق الأوسط.
عدو مشترك
وأوضح "ترامب" أن لدى مصر والولايات المتحدة عدوا مشتركا، مؤكدًا أهمية العمل معًا من أجل التغلب على الإرهاب والتطرف.