الأعلى للثقافة يبحث «نشر الكتب المدرسية» والمهتمون «يتنصلون»
أقام المجلس الأعلى للثقافة، أمس، ندوة بعنوان "نشر الكتب المدرسية في مصر" نظمتها لجنة الكتاب والنشر بالمجلس، وشاركت فيها الدكتورة سمية صديق مدير عام الإدارة العامة للمكتبات بوزارة التربية والتعليم، والناشر محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب ومؤسس الدار المصرية اللبنانية للنشر، أدارها الدكتور شوقى سالم- أستاذ علم المكتبات والمعلومات بجامعة الإسكندرية، بحضور الدكتور شعبان خليفة عضو لجنة الكتاب والنشر، بالإضافة إلى نخبة من كبار الناشرين والأكاديميين والمهتمين بالعملية التعليمية في مصر.
وأكدت سمية في البداية أن أغلب دور النشر تفتقد لعملية التسويق لإنتاجها، مما يؤثر سلبًا على عملية النشر بشكل عام، كما نوهت على مجهودات وزارة التربية والتعليم في تشجيع الطلاب على القراءة بشكل عام، مستشهدة بمشروع القراءة القومى، الذي يهدف لغرس حب القراءة لدى التلاميذ؛ فيكون على الطالب قراءة 25 كتابا، وتقدم جوائز جيدة للتلاميذ الفائزين، ولإيمان الوزارة بأهمية دور الأدباء والمثقفين في تشكيل وجدان المجتمع وبصفة خاصة الأجيال الصاعدة من أبنائنا، فقد قامت الوزارة باستضافة العديد من الرموز مثل الكاتب يعقوب الشارونى، الدكتور شريف الجيار، والكاتب محمد عبد الحافظ، مؤكدة أنه عندما يتحاور التلميذ مع قامات كبيرة مثل هؤلاء بالتأكيد سيؤدي هذا لتنمية شخصيته مما يؤثر إيجابًا بشكل مباشر على التلميذ وبالتالي على العملية التعليمية.
فيما أشار الناشر محمد رشاد إلى أن تدني العملية التعليمية في مصر حدثت بسبب ظواهر سلبية عديدة منها: تقلص ميزانية التعليم، مما أثر سلبًا بشكل مباشر في جودته، والاعتماد على غير المتخصصين في تأليف المحتوى الكتب التعليمية وتصاميمها الفنية.
كما أكد رشاد أن أهم ما يطلبه الناشرون من وزارة التربية والتعليم، هو أن يتم تطبيق قواعد حقوق الملكية الفكرية، وأن تقوم الوزارة أيضًا بالإعلان مبكرًا عن المسابقة الخاصة بتأليف الكتب المدرسية، فليس من المنطق أن يطلب من الناشر إعداد 12 كتابا للعام الدراسى وتسليمهم في غضون 3 أشهر بدون أن تتأثر جودة المحتوى!
وفى نهاية حديثه أكد على أهمية المتابعة لهيئة المطابع الأميرية، فهو بوصفه ناشر رصد الكثير من السلبيات في الكتب المدرسية بدايةً من أخطاء الطباعة بما في ذلك ما يلاحظ من عدم دقة في المواصفات، واستشهد بواقعة سلبية للمطابع الأميرية التي طبعت أحد الكتب المدرسية الملونة من قبل بالأبيض والأسود، وقامت بتوزيع هذه النسخ غير المطابقة للمواصفات على أبناء الصعيد.
وشدد في ختام حديثه أننا علينا أن نبذل الكثير من الجهد نحو كتاب مدرسى متطور وخال من الأخطاء، ولكن الأمر يستحق العناء فالتعليم هو نهضة الأمم.
وفى الختام قدم الدكتور شوقى سالم مدير الجلسة بحثا ملخصا حول صناعة الكتب الدراسية المساعدة أو الخارجية، مؤكدًا أن هذه الكتب الخارجية التي تبلغ تكلفة إنتاجها في مصر نحو 20 مليار جنيه، وتعتمدها وزارة التربية والتعليم في حين أن الوزارة تنفق على الكتاب المدرسى ما يبلغ 15 مليار جنيه، وهنا تساءل مدير الجلسة: لماذا لا يتم دمجهما معًا؟! واختتم حديثه متناولًا أهم مقومات نجاح الكتاب المساعد للكتاب المدرسى، وهى العناصر نفسها التي لم تتوفر في الكتب المدرسية مثل: كثرة وتنوع التدريبات العملية والأمثلة التطبيقية، تضمنها نماذج لحلول الامتحانات السابقة، بساطة الأسلوب والتسلسل المنطقي للمادة العلمية، كثرة الصور التوضيحية والأمثلة المبسطة.