إلا الجيش
ونجحت خطة إسرائيل فى تدمير معظم جيوش المنطقة، فقد كان الجيش الإيرانى الأقوى بأسلحته المتطورة، وخبرات قادته، فابتكرت الصهيونية العالمية نزاعا وهميًّا أشعل الحروب بينها وبين العراق لنحو تسع سنوات، ودفعت دول الخليج العربى مئات المليارات لشراء أسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية لدعم جيش العراق؛ لكى لا يتم تصدير الثورة الإيرانية إلى الخليج، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، وسولت القوى الصهيونية لصدام حسين أن دولة الكويت من حق العراق تاريخيا، وأوهمته بدعمه إذا قام باحتلال الكويت، وهو ما نفذه بالحرف الواحد.
وتتجدد عملية بيع أسلحة الغرب لدول الخليج، وتقوم أمريكا – وقوات التحالف – بتحرير الكويت وتدمير العراق جيشا وشعبا وأرضا، وتنجح الصهيونية فى تدمير إيران والعراق، ثم يسيل اللعاب على بترول العراق، فتحتلها أمريكا بزعم البحث عن أسلحة الدمار الشامل، لتدمر حضارتها، وتغتصب نساءها، وتنهب ثرواتها.
ولأن الجيش السورى يتمتع بقدرات قتالية عالية، فقد دعمت الصهيونية العالمية الجيش الحر بالمال والسلاح بهدف الاقتتال ونشوب حرب أهلية، وبالفعل تم تدمير الجيش النظامى السورى، وبالطبع حدث هذا السيناريو بنصه فى ليبيا، ولم يعد أمام الصهيونية إلا الجيش المصرى، باعتباره أقوى جيش عربى؛ لأنهم خير أجناد الأرض، طبقا لحديث النبى صلى الله عليه وسلم.
بعد اندلاع ثورة يناير، وتولى المجلس العسكرى مقاليد الحكم فى مصر، شهدت الدولة حالة من السيولة والتفكك لم تشهدها من قبل، ولأن المجلس العسكرى لا يمتلك أدنى خبرة سياسية، فقد كانت ممارساته سيئة للغاية، لدرجة كراهية الشعب للجيش، والتظاهر بإسقاط حكم العسكر، وتمر فترة فقدان الثقة، وكان أسوأ ما فيها أحداث ماسبيرو، التى دهست فيها مدرعات الجيش عددا من المتظاهرين، ليعلو ويرتفع مطلب إسقاط حكم العسكر.
فى خلال هذه الأشهر كانت الأسلحة الثقيلة تتدفق من ليبيا والسودان على سيناء لتستقر فى أيدى الإرهابيين، وفى مخازنهم، وصلت هذه الأسلحة لدرجة الصواريخ المضادة للطائرات، والمدافع بعيدة المدى، بالإضافة إلى أحدث أسلحة، منها ما لا تمتلكه قواتنا المسلحة، واتباع الصهاينة سياسة التشتيت بتدبير عمليات إرهابية فى سيناء، ليفقد الشعب ثقته فى جيشه، منها اغتيال ستة عشر جنديا وضابطا أثناء أذان المغرب فى رمضان الماضى، وما تبع ذلك من قتل جنود ومدنيين فى سيناء لكى تهتز ثقة الشعب فى قواته المسلحة، وهو ما لن يحدث.
جيش مصر فى قلب الشعب، حماه الله من فوق سبع سماوات.