رئيس التحرير
عصام كامل

سيناء ولبنان بين الإرهاب والجهلة!


يتعامل البعض مع الإرهاب في سيناء باعتباره معركة بين طرفين يقع من كل منهما ضحايا، ولهؤلاء وبعيدا عن كل ما سمعوه وشاهدوه وقرأوه من قبل نقول:


هل تعرف لبنان ذلك البلد العربي الحبيب؟ هل تعرف شيئا عن أهله الأشقاء الأحباب؟ هل تعرف العاصمة الجميلة بيروت وطرابلس عاصمة الشمال وصيدا عروس الجنوب؟ هل تعرف صور وزحلة ومزارع شبعا(وكانت يحتلها العدو الصهيوني)؟ هل تعرف النبطية وجبيل وزغرتا (بلد الرئيس الأسبق رينيه معوض) وكسروان وعاليه والشوف؟ هل تعرف بعبدا (بها القصر الرئاسي) ومرجعيون وراشيا وزحلة والهرمل؟ وهل تعرف إقليم التفاح وجبل لبنان وجبل الدروز والبقاع الغربي؟

هل تعرف أن الاشقاء في لبنان يتعايشون معا وهم مسيحيون بين موارنة وروم أرثوذكس وكلدانيين ومسلمون بين سنة وشيعة؟ وهناك أيضا الطائفة الدرزية؟ وهل تعلم أن كل هؤلاء بينهم انقسامات وتشكيلات مدنية وأحزاب مدنية بل وأحيانا ميليشيا عسكرية تجد فراغا من الأرض تتدرب فيه على الأسلحة؟ وهل تعلم أن لبنان بتركيبته هذه يقدم لنا أكبر عدد من المطربات والمطربين وأحيانا المنتجين.. وتعج بيروت مثلا بعشرات الفنادق والاستديوهات والصحف والفضائيات ودور النشر والأندية الرياضية ودور العبادة والجامعات والمؤسسات التجارية والخيرية ومئات الإذاعات؟

الآن نقول لك ما قد يصدمك ويجيب عن اندهاشك من سر السطور السابقة.. حيث نريد أن نسألك هل تعلم أن هذا البلد الجميل بكل تنويعاته السابقة يعيش على مساحة من الأرض تبلغ 10 آلاف كيلو متر؟ هل تعلم أن مساحة سيناء وحدها تعادل أكثر من 6 أمثال مساحة لبنان حيث تبلغ 61 ألف كيلومتر؟

أيوه "٦" أمثال ويزيد! أخذناك في جولة سريعة بلبنان الحبيب، وفي عدد من مدنه وليس قراه (ضيعاته) أو كفوره الصغيرة؟ هل أدركت الآن أنك تتحدث عن سيناء بجهل لا مثيل له؟ وهل أدركت أننا اضطررنا لنضرب المثل السابق كي نضع خيالك أمام الحقيقة؟ وهل أدركت أنك عندما تقول كيف لم ينتهوا من الإرهاب حتى الآن فإنك ظالم لنفسك أولا ولبلدك ثانيا؟

صحيح المعارك موجودة في مثلث العريش بئر العبد رفح، وهي مساحة صغيرة تبلغ 256 كيلو مترا، لكن يظل المجال الحيوي للإرهاب هو سيناء كلها، بما يسمح بالهروب والتخفي وتهريب الأشخاص والأسلحة؟ وهل تعلم أن كل ذلك يتم والدولة تدير الحرب في سيناء، وهي ملتزمة بمعاهدة كامب ديفيد، والتي لا تجعل كل شيء متاحا لقواتنا؟

وهل تعلم أنه لولا المدنيين هناك لانتهي جيشنا من الجزء الأكبر من النصر الحاسم منذ فترة طويلة؟ وإن لم تكن تعلم كل ذلك ولا تصدر لشعبك إلا الإحباط فلماذا لا تخرس ولا تتحدث عن أمور لا تعرف عنها شيئا، ويكون "نقوطك" لنا هو صمتك؟!
الجريدة الرسمية