وجعلنا من الماء كل شيء حي
الكوكب الأحمر.. كوكب المريخ.. شبيه الأرض في ظواهر كثيرة.. جذب اهتمام العلماء على مدى التاريخ.. تم التركيز عليه في الربع قرن الأخير وأرسلت إليه المعدات للتعرف على ظواهره التي بدأ العلماء في استخلاص نتائج قيمة..
اجتهد العلماء أبد الدهر في محاولة اكتشاف حياة خارج الأرض، وكان المبدأ أنه إذا وجدت مياه كانت هناك حياة وقد كان.. وجدوا آثار مياه على كوكب المريخ الجار الطيب للأرض.. المريخ يصغر الأرض ويبعد عنها بنحو ٢٢٥ مليون كيلومتر في المتوسط وأقرب مسافة للأرض كانت ٥٥ مليون كيلومتر في عام ٢٠٠٣ طبقًا لعلماء ناسا.. وهذه مسافة من الصعب استيعابها خصوصا إذا علمنا أن أكبر مسافة يمكن سفرها على وجه البسيطة هي ٤٠ ألف كيلومتر يعني تقوم من القاهرة إلى طوكيو ومنها إلى هونولولو ثم إلى القاهرة على اعتبار أن الأرض كروية.
كثر الكلام عن المريخ هذه الأيام لأنه وجدت بعض الصور من على سطح الكوكب الأحمر توضح جمجمة ذات خلفية مطولة وكذلك خيال امرأة وطبعًا أثارت هذه الصور خيال بعض العارفين..
المعروف علميًا أن الأرض هي الكوكب الذي يحتضن حياة أكثر من مليون كائن حى والمولى عز وجل يقول لنا "والأرض وضعها للأنام".. ولا نعرف إن كان جهز كوكب آخر للحياة.. القرآن ترك الباب مفتوحًا للإنسان لكى يجتهد ويتعلم وينتج الأفكار والنظريات التي تساعده على عبادة الرحمن وفهم الحياة.. والإنسان غارق في صراعات لا تفيد..
لقد تأكد أن كان هناك مياه على سطح المريخ وأن الكوكب كان دافئًا وبه مياه في أوائل التاريخ.. لكن العلماء لم يجدوا آثارًا لنهر أو محيط لكى يثبتوا نظريتهم، لذلك يبحثون أنه قد يكون هذا النهر في الأعماق أو تكون المياه من خزانات أرضية.
إذا كنت تريد أن تهجر الأرض بما فيها فساد وسفك الدماء وتفكر في السفر إلى الكوكب الأحمر فعليك أن تعلم أنه في أقرب مسافة إليه من الرادفة فإنك تحتاج وقتًا طويلًا نحو أربعين يومًا إذا ركبت أسرع سفينة فضاء تسير بسرعة ٦٠ ألف كيلومتر في الساعة بلا توقف.. هل تتخيل مثلا أن تمكث أربعين يومًا في كبسولة ويكون طَعَامِك وشرابك من أنابيب ولا تستطيع تدخين سيجارة.. ولا ترى شيئًا من النافذة لأن الفضاء ظلام دامس وبرودة.. وإذا وصلت إلى المريخ يلزمك بذلة مخصوصة تعيش داخلها لأن الجاذبية هي ثلث جاذبية الأرض يعنى وزنك يقل الثلث وتستطيع أن تقفز مثل الضفادع.. ومشكلات لا تعد وتحصى..
صحيح الكوكب ليس فيه ظلم ولا قهر وبه عدالة غير موجودة على الأرض والبركة فيك لعبادة الرحمن ونشر العدل.. وأن كنت أظن أن الأحسن أن تظل على الأرض وتسهم في دحر الوثنية وعبادة الإنسان وتكون ممن يأمرون بالمعروف وعبادة الواحد القهار وتسهم في نشر العدل وإبطال النفاق وتدعو إلى حرية الفكر التي وهبها الله للإنسان وصلى الله على سيدنا محمد وسيدنا عيسى رسولي الله..