رئيس التحرير
عصام كامل

دراسة: تعرض أحبائنا لما يخيف يزيد فرص معاناتنا من اضطراب ما بعد الصدمة


كشفت دراسة طبية، النقاب عن تغير كيفية تدفق المعلومات إلى المخ، في حالة علم الإنسان بوقوع حادث خطير - مثل تبادل إطلاق نار - لأحبائه أو حتى للغرباء، إلى جانب رفع معدلات الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.


ولاحظ علماء في معهد "فرجينيا للتكنولوجيا" - في سياق دراستهم التي نشرت في عدد يناير من مجلة (العصبية: علم الأدوية النفسية) - أن مشاعر الخوف في نفوسنا على الآخرين قد تعمل على تغيير تدفق المعلومات في المخ، والإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، (وهو اضطراب معني بالقلق؛ يتطور لدى بعض الأشخاص في حالة مواجهته لصدمة حقيقة مخيفة أو خطرة) - وفقًا للمعهد الوطني للصحة العقلية.

وقال الدكتور أليكسى موروزوف - المشرف على تطوير الأبحاث في معهد فرجينيا للتكنولوجيا، إن الأبحاث أكدت أن التجارب العاطفية السلبية تترك آثارها على وظائف المخ، ما يزيد عرضة الإنسان للخطر، مشيرا إلى أن الخبرات الصادمة، حتى تلك التي لا يوجد فيها أي ألم جسدي، تشكل عامة خطرا حقيقيا لزيادة فرص الإصابة بالاضطرابات النفسية.

وأضاف، أن الفريق البحثي رصد أن 7 أو 8 أشخاص من بين كل 100 شخص تعرضوا لاضطراب ما بعد الصدمة في مرحلة ما من حياتهم، مؤكدًا أن هذا الاضطراب لا يؤثر سلبا على الشخص فحسب، بل ينتقل إلى ذويه ومحبيه.

وعكف العلماء على دراسة ما إذا كان جزء من المخ مسئول عن التعاطف وفهم الحالة النفسية للآخرين - وفقا لتلك المعطيات - موضحين أن هذا الجزء المخي المسئول عن تلك الوظيفة عادة هي قشرة الفص الجبهي، والتغييرات التي يشهدها الإنسان من مشاعر خوف نتيجة مواجهته ما يسوء أحد أقربائه أو محبيه.

وأجري الباحث ليو ليو، أبحاثا في المختبر، لقياس نقاط الاشتباك العصبي المثبطة في المخ المنظمة لقوة الإشارات التي تصل إلى قشرة الفص الجبهي، من أجزاء المخ لدى فئران التجارب التي شهدت أحداثا مجهدة في أحبائها، مشيرا إلى أن مشاعر الخوف - التي يتم رصدها - تعيد توزيعها لتدفق المعلومات إلى المخ، من خلال مشاعر القلق والإجهاد والتي يتم نقلها بواسطة الإشارات الاجتماعية ولغة الجسد، الصوت والرائحة.
الجريدة الرسمية