رئيس التحرير
عصام كامل

عن مراكز تعذيب الأيتام.. «الجمعيات الخيرية» سابقا!


ليست المرة الأولى التي تتسرب وبفعل أهل الخير عمليات تعذيب وبهدلة لأيتام مصر من بيوت تعهدت برعايتهم وتربيتهم والحفاظ عليهم وعلى كرامتهم وآدميتهم.. من الوحشية قبل أشهر في إحدى جمعيات الزيتون إلى وفاة المسكينة "سيمون" السبت الماضي في إحدى هذه الدور بقرية "مشتول القاضي" التابعة لمركز الزقازيق و"سيمون" ابنة الــ 8 سنوات يتيمة من محافظة المنيا استودعها أبواها هناك لظروفهما المادية وشعرت بآلام في المعدة قبل أيام وعولجت وتوفيت السبت فجأة.. وقد فوجئ مسئولو الدار بوفاتها.. فلا ربوها ولا حافظوا عليها ولا عادت لأبويها !!


ومنذ يومين ولا حديث في الأوساط الخيرية وعند كل المهتمين بالشأن الإنساني إلا بالطفل المسكين الآخر الذي قام أحد الشرفاء بتسجيل صراخه واستغاثاته من الاستحمام عنوة بالمياه الباردة في أقسى ليالي الشتاء! وهو ما لا تتحمله مشرفة الدار نفسها ولا ترتضيه على أولادها ولا يتحمله الكبار ولا يقبلونه على أولادهم!

وزيرة التضامن مشكورة تحركت كعادتها فور علمها بالحادث ولم تتأخر كغيرها من المسئولين ممن يرسلون لجانًا واللجان ينبثق منها لجان ثم يتم دراسة تقارير كل اللجان ويصدر القرار غالبًا بعد الهنا بسنة.. إلا أن وزيرة التضامن -ولا نخفي إعجابنا بأدائها- قد أعدت مسبقا لجانًا للتحرك السريع لمثل هذه الحالات لكنها وبعد أن استطاعت أن تغيث الطفل الملهوف وتؤمنه على نفسه قررت إغلاق دار الأورمان بالتجمع الخامس، بينما أصدرت الجمعية أمس بيانا قالت إن الدار لم تغلق وإنما تم نقل الأيتام منها لحين إجراء بعض الإصلاحات فيها وبما يشي أن الإجراء تم لمصلحة الدار وليس لعقابها..

وهنا نتوقف.. إذ أن صرخات وشكاوى عديدة تتم ضد مؤسسات تابعة للأورمان ومنها بعض المدارس التي تحمل الاسم نفسه وكلها تنتهي إلى الحفظ لأسباب ترتبط بوزارة التعليم.. لكن هل وصل الأمر إلى التضامن؟ وإلى المجاملة بعد الجريمة التي تعرض لها طفل التجمع الخامس؟ ومتى يمكن عقاب "دار أيتام" إن لم تعاقب في تصرف كالذي جرى؟

لا يحتاج الأمر إلى توضيح من الوزيرة النشيطة فحسب بل يحتاج إلى خطة تمنع تكرار كل هذه الخطايا ضد أطفال مصر.. وضد أيتام مصر.. وبشكل يتعارض تمامًا مع تعاليم الأديان كلها ووصايا كتابنا ورسولنا عليه الصلاة والسلام وكل القيم الإنسانية!

نعرف تمامًا أن الغالبية بخير.. وكثيرون في هذه الجمعيات يتقون الله ولديهم من الطيبة والرحمة ما يكفي.. لكن هذا واجبهم وقبلوا به ويؤدونه كما ينبغي لكن ليس علينا لفداحة الفعل وللمنع تكراره إلا أن نصرخ ونقول: ارحموا الأيتام الصغار.. فيكفيهم مأساتهم وحياتهم بغير آباء وأمهات ودون أهل أو أقارب.. فلا ينقصهم تعذيبهم بأيدٍ المفترض أنها مؤتمنة عليهم!
الجريدة الرسمية