رئيس التحرير
عصام كامل

وزراء غير سياسيين!


في الوقت الذي لا تتوقف فيه شكوى الكثيرين من أزمة السكر، خرج علينا السيد وزير التموين أكثر من مرة ليعلن أنه ليس لدينا أزمة سكر، وأن السكر موجود ومتوافر في الأسواق، وأن المشكلة تكمن في سلوك المستهلكين الذين يتكالبون على شراء كميات تفوق احتياجاتهم وتخزينها في بيوتهم! وذات هذا الكلام سبق أن سمعناه من وزراء آخرين في أوقات مختلفة، عندما كنا نتعرض لأزمات في بعض السلع الأساسية مثل البوتاجاز والبنزين والأرز.


وهذا كلام يكشف عدم دراية بطبيعة الأزمات في السلع، وكيف أن حدوث نقص في سلعة يؤدي دومًا إلى تكالب المستهلكين عليها، أما وفرتها في الأسواق فتعيد المستهلكين إلى سلوكهم المعتاد، وينهي هذا التكالب.. أي أن السبب الأساسي لهذا التكالب على شراء السكر من قبل المستهلكين يكمن في ذلك النقص الذي حدث في الكميات المطروحة منه في الأسواق.. في ظل هذا النقص لا يحدث التكالب فقط، وإنما يحدث أيضًا التخزين والإخفاء والتهريب، فضلا عن وجود سعرين وأكثر للسلعة.. ولعل هذا ما شاهدناه أيضًا عندما تعرضنا لشح في مواردنا من النقد الأجنبي، صار هناك أكثر من سعر للدولار وبقية العملات الأجنبية، وحدث اختفاء وتهريب لها واتجار في السوق السوداء بها.

لكن الأهم أن كلام السيد وزير التموين الذي ينكر فيه وجود أزمة سكر، ويلوم فيه المستهلكين ويحملهم مسئولية تلك الأزمة، لا يكشف فقط عن عدم دراية بطبيعة الأزمات التي تحدث في السلع الأساسية وما يقترن بها، وإنما الأخطر أنه يكشف أن لدينا للأسف وزراء يخاصمون السياسة، أو وزراء ليس لديهم إلمام بقواعدها أو على الأقل حس سياسي.

فإن إنكار وجود أزمة لا يكف الناس عن الشكوى منها هو استفزاز لهم يثير غضبهم أو على الأقل استياءهم.. ليس هكذا يتم مخاطبة الرأي العام أو عموم الناس.. ولو كان السيد وزير التموين سأل معارفه وأقاربه قبل أن يقول كلامه هذا ما قاله.

هذه هي مشكلتنا الأساسية.. إن لدينا وزراء غير سياسيين، ولذلك لا يعرفون كيف يتعاملون مع الرأي العام.. وإذا كانت ثمة نية لإجراء تعديل وزاري نتمنى مراعاة ذلك.
الجريدة الرسمية