الإعلام جاذب وطارد للاستثمار!
المناخ هو الذي يجذب الاستثمار وليس القانون الذي انتهت الحكومة من إعداده تمهيدًا لإحالته لمجلس النواب، القانون لا يمثل سوى 10% من المعادلة، والمناخ 90%، ويتمثل ذلك في تطوير الجهاز المصرفي والإداري والقضائي والحقوق والحريات وحرية العمل النقابي والحزبي والأهلي والمدني وكذلك الإعلام..
وهنا مربط الفرس وهو حرية الإعلام والتي ليس معناها أن تفعل ما تشاء وقتما تشاء دون أدنى اعتبار للصالح العام، فالإعلام الذي يسلط الضوء يوميًا وساعات طويلة على الصور السلبية فقط في المجتمع هو بلا شك إعلام يضر بالبلد، تمامًا مثل الإعلام المنافق على طول الخط، والإعلام الذي لا يبحث عن النقاط الإيجابية في المجتمع ويبرزها للمواطنين حتى يمنحهم الأمل والتفاؤل في مستقبل أفضل هو إعلام يضر بمصلحة البلد والإعلام الذي يركز فقط على فئة معينة من المجتمع مثل أهل الفن والرياضة ويمنحهم ساعات طويلة وأموالا طائلة هو إعلام يضر بمصلحة البلد..
والإعلام الذي يتجاهل الفئات المنتجة ومشكلاتهم هو إعلام يضر بمصلحة البلد والإعلام الذي يذيع المكالمات الشخصية للمواطنين على الهواء هو إعلام يضر بمصلحة البلد ويطرد الاستثمار لأنه لا يمكن لأي مستثمر في العالم يفكر في الاستثمار في دولة وهو يرى أن مكالمات مواطنيها الشخصية على الهواء مباشرة أيًا كانت هذه المكالمات ومضمونها فإذا كانت تحمل جرائم فجهات التحقيق هي المكان الطبيعي لها وليس الإعلام..
كيف يأمن المستثمر على نفسه في بلد وهو يعلم أنه عريان وتليفونه على الهواء مباشرة؟
من المؤكد أن هناك دولا كثيرة حتى الديمقراطية تضع تليفونات البعض تحت المراقبة حرصا على أمنها القومي ولكن لم نسمع أن أي دولة سمحت بإذاعة هذه المكالمات على الهواء مباشرة حتى الدول الديكتاتورية المتخلفة، فكيف الحال لو كان أحد أطراف هذه المكالمات ثاني أكبر قيادة في القوات المسلحة ! هل من أراد تحقيق سبق إعلامي لم يفكر في الآثار السلبية جدا لهذا التصرف؟
البعض يتخيل أنه يخاطب فقط سكان مدينة 6 أكتوبر التي تنطلق منها القنوات الفضائية أو محافظة الجيزة أو جمهورية مصر العربية ولا يدرك أن أي كلمة تخرج من نجع صغير في صعيد مصر يسمعها ويشاهدها العالم كله ثم يترجمها حسب مصلحته وأهوائه الشخصية، ثم نتباكى وندعي المؤامرة الخارجية على البلد !
ويبقى ماسبيرو هو بيت الإعلام المحترم نختلف نتفق على تأثيره وقوته وأنه حاليا في حالة مرضية شديدة ولكنه لا يموت ولا يجب أن يموت وسوف تدفع الدولة ثمنا فادحا إذا فكرت في هدم (ماسبيرو) إعلام الدولة الوطني المحترم.. الاستثمار بالنسبة لنا حياة أو موت فأتمنى ألا تكون الأخيرة بسبب ما يفعله الإعلام.
egypt1967@yahoo.com