رئيس التحرير
عصام كامل

البرادعي.. ونوبل في «البذاءة» !


هل رأيت الفيل يا خليل؟ هذا السؤال كان في مادة المطالعة التي لم أتشرف بدراستها فنحن أخر أجيال "عمر وأمل" لكن ظل سؤال المطالعة في الأذهان وعلى ألسنة الكثيرين.. ويحق اليوم أن نستبدل السؤال ليتعلم الكثيرون سؤال آخر هو "هل سمعتم الشتايم يا شوية..." ويحق لكل واحد أن يكمل النقاط بما يريد..!


ورغم التحفظ ابتدءًا على فكرة إذاعة تسجيلات خاصة ورغم احترامنا لأراء الكثيرين، أن كل التسجيلات مرتبطة بالشأن العام وليست شخصية إلا أننا من المؤمنين أن مكانها عند جهات التحقيق والقضاء المصري.. لكن المدهش جدًا-فيما أذاعته صدى البلد- كل هذه الألفاظ والشتائم والبذاءات لرجل كان البعض يرشحه لحكم مصر!! مصر ؟! يا خبر أبيض !!

كيف ذلك لرجل يحتقر نخبة البلد وزبدتها كما يقولون، ويسبهم ويشتمهم وهذه آراؤه فيهم.. فماذا يمكن أن يقول عنهم لو حكمهم ؟ والأخطر: رجل يحتقر نخبة البلد وزبدتها-كما يقولون أيضًا- فماذا يمكن أن يقول عن بسطاء وغلابة وكادحين مصر ؟! فماذا أن خرج عليه وثار ضده هؤلاء الغلابة والكادحين والبسطاء؟ سيقول كما كان يقول السفير البريطاني أيام الاحتلال ومعه باشوات الملك "إرموهم بالرصاص"!

هذا البرادعي.. وقد اعتاد التهجم على جمال عبد الناصر.. ولم يهاجم أحد بأثر رجعي إلا عبد الناصر.. إلا أننا نرى الأمر الآن منطقيًا فمن يتصف بكل هذا الانفلات في الألفاظ والعبارات والشتائم لنخبة مصر-وزبدتها كما يقولون- من الطبيعي أن يهاجم ويشتم أكثر حكام مصر قربًا من الغلابة والبسطاء وأكثر من انحاز لهم.. وقد كان ناصر وبلا جدال أطهر وأشرف مليون مرة من البرادعي وأمثاله!

هذه العجرفة لا تسمح لصاحبها بلعب أي دور في هذا البلد.. من يريد أن يخدم المصريين عليه أن يلزم التواضع ويتحدث لغة وطنه وشعبه.. وأن يحترم الآخرين ويحترم آدميتهم وغيبتهم وإمكانياتهم وقدراتهم.. أن لم يفعل ذلك مع نخبة البلد-وزبدتها- فكيف سيخدم ويحترم أصحاب الجلاليب الزرقاء ومن يتصببون عرقًا أو إخشنت أياديهم بفعل أكل العيش الحلال الشريف؟ هذا الشعب من طينه، وأثبت البرادعي فيما أذيع عنه أمس أنه من طينة أخرى تمامًا يستحق معها وعن جدارة "نوبل البذاءة" وربما بلا منافس!

الحمد لله الذي أنقذ هذا البلد من مصائب ومكائد عديدة.. ورحم الله زويل العالم الجليل الذي ناله من بذاءات البرادعي ما ناله.. وكل التحية لقواتنا المسلحة يد الشعب القابضة على جمر الوطنية والضاربة بقوة عند اللزوم !
الجريدة الرسمية