رئيس التحرير
عصام كامل

أعزائى أهالى فلسطين.. الاستعمار هو العدو الأول


تربيت فى المحيط الكلاسيكى لأى أب يسارى من جيل الستينيات.. أستمع لأغانى الشيخ إمام بدلاً من بقلظ وماما نجوى وملصقات فلسطين عربية على كل ركن فى مكتبة الغرفة التى أحتلها فى المنزل.. وتشبثت بحلم عودة الفلسطينيين قبل أن أعى ما هى فلسطين أو ماذا تعنى كلمة احتلال.. إذًا فمن الطبيعى أن أكن لفلسطين مشاعر مغروسة منذ الطفولة وحتى أحمل ميراث مشاعر ذنب أجيال الهزائم والنكسات..


اليوم.. وأنا أستمع للقنوات المختلفة والصحف التى تتحدث عن دخول عناصر من حركة حماس الإرهابية لمساندة الجماعة المحظورة فى قمعها لأصوات الشعب المصرى أياً كان الخلاف حول عدد الأرقام لهؤلاء المرتزقة.. فإن القضية هنا تمس موقفنا كمصريين نحو القضية الفلسطينية بأكملها.. أدرك أن فلسطين ليست حماس، والشعب الفلسطينى ليس حماس.. تماماً كما أدرك أن المصريين ليسوا الإخوان.. والإسلام ليس بن لادن..

ولكن.. إن تذكرنا ما فعله شخص واحد ( بن لادن) فى صورة الإسلام فى العالم أجمع والتى ورثنا كعرب بخلاف دياناتنا، ميراث مسئولية تصحيح صورته.. على الفلسطينيين أن يدركوا ما يصنعه فصيل الإرهابيين فى صورتهم لدينا.. ولعل الأصوات الحمقاء المعادية للفلسطينيين التى خرجت بسبب الفترة السابقة وولاء حماس لجماعة الإخوان تدل على خطر تلك العلاقة التاريخية بين الشعبين.. عامان مرا على ثورة ٢٥ يناير.. وتغير النظام من نظام يقمع رغبة الشعب فى مساندة فلسطين بما لها فى قلبه إلى نظام (اسماً) يدعم تلك الرغبة.. والعجيب أن هذا النظام بتحالفاته نجح أن يخرج فلسطين من قلب الكثير ممن لا يمتلكون القدرة على الفصل..

عشنا يوماً تحت نظام.. يمنعنا عن مناصرة قضية فلسطين وشعب يستميت فى المظاهرات لإحياء هذه الرغبة فى المناصرة وأشك أن الفلسطينيين يرغبون فى عكس تلك الصورة (نظام يدعمها وشعب يكرهها)..

أكرر أننى أعرف أن فلسطين ليست حماس.. ولكن بينما نحن نتولى تنظيف مصر من طاعون الجماعة المحظورة التى ترهب الشعب وتحولت بالفعل لنظام أقذر بمراحل من النظام البائد.. فأعتقد أن على الفلسطينيين أن يحددوا مواقفهم.. بل وأن يصححوا لنا تلك المعلومة المثبتة فى قلوبنا أن حماس لا يمكن أن تكون فلسطين.. حتى لا نفقد إيماننا بالقضية.


أعتقد أن معاونة حماس المسلحة للجماعة المحظورة تجعل أعقل العقلاء يفكر ألف مرة فى تلك الفترة التى كنا نتظاهر فيها ضد نظام مبارك لفتح المعابر أو فى مساندة القوافل البحرية ضد الحصار الإسرائيلى.. فكيف نفكر يوماً فى فتح معبر أو نفق إن كان هذا ما خلفه..

فى فيلم باب الشمس هناك جملة لإحدى الشخصيات بينما هو يصطحب د. خليل إلى بيروت خارج المخيم وهو يقول له:

العرب يحبون القضية الفلسطينية.. ويكرهون الفلسطينيين.. أخشى أن يصبح هذا حالنا فى مصر بسبب فصيل إرهابى نعرف أنه يقمع الفلسطينيين أكثر ما يجابه الاحتلال..

كل ما أتمناه أن يكون لتلك المساندة منهم للجماعة المحظورة رد قوى من أبناء غزة، و أن يثبتوا أننا نقف موقفا واحدا من الفاشية الدينية وحركات قمع المواطن العربى المختلفة، والمتنكرة خلف ذقن مزيفة سيئة الصنع والتركيب.. لكل أصدقائى ومن أحترمهم فى فلسطين والشعب الذى يوماً آمنت بقضيته قبل أن أؤمن بقضية بلدى ذاتها .. فلتقفوا فى وجه جلاديكم وسريعاً وتتيحوا لنا أن نواجه نحن جلادينا.. أعينونا على تصحيح الصورة قبل فوات الأوان.
الجريدة الرسمية