رئيس التحرير
عصام كامل

المساجد مصدر أردوغان لبناء جيش خاص.. يحاول حماية نفسه بعد محاولة الانقلاب الفاشلة.. مركز أمريكي يحذر من اندلاع حرب أهلية.. وتوقعات بالتوسع في سوريا


يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تأمين نفسه وحماية إمبراطوريته، التي يحلم بها منذ توليه السلطة، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة يوم 15 يوليو الماضي من خلال اعتقال ليس فقط قادة الجيش ولكن زوجاتهم أيضًا، والموظفين الحكوميين والأكاديميين، ومن المتوقع أن يجر بلاده في حرب أهلية بسبب جيشه "الخاص".


جيش أتباع
وفي تقرير للكاتب الصحفي التركي "بوراك بكديل"، نشره مركز "جيت ستون" الأمريكي للدراسات، قال إن حرب 'أردوغان' ضد مدبري الانقلاب مشروعة، وجنون الارتياب الذي يعاني منه أمر مفهوم، إلا أنَ جهوده الرامية إلى بناء جيش خاص من أتباعه ليست مشروعة ولا مفهومة.

وقال: "بلغ مستوى جنون الارتياب المحيط بقصره الذي يضم أكثر من 1،100 غرفة مستويات غير مسبوقة. حيث اتَّهم أحد كبار مستشاريه، 'يجيت بولوت'، مؤخرًا الطهاة الأجانب الذين يعملون في برامج الطبخ التي تذيعها محطات التليفزيون التركية بأنَّهم جواسيس أجانب".

وأضاف: "وادَّعى 'بولوت' أن الطهاة الأجانب يجوبون الأناضول لا لسبب إلا لجمع المعلومات الاستخبارية، وأنهم يجمعون المعلومات بشأن القواعد العسكرية والمنشآت الصناعية في تركيا".

حرب أهلية وخارجية
ونوه " بكديل" بأن هذا اللون من جنون الارتياب يقود 'أردوغان' إلى الهاوية والحرب الأهلية، وهناك أيضا علامات تشير إلى أن مغامرات 'إردوغان' لن تقف عند الحدود التركية، ففي إطار إعادة هيكلة وكالة الاستخبارات الوطنية، على سبيل المثال، استحدثت حكومة 'إردوغان' منصب نائب وكيل الوزارة لشئون "العمليات الخاصة".

وتقول 'بينار ترمبلاي'، وهي خبيرة في الشئون التركية: "إن إنشاء هذه الوحدة يشير إلى أن جذوة المغامرة التركية لن تُخمد قريبًا. بل على العكس من ذلك، ستتسع دائرة المغامرة، بالنظر إلى أن الحكومة تبدو مستعدة لتخصيص المزيد من الموارد البشرية والتمويل للعمليات الخاصة".

وأشارت إلى أن إضفاء الطابع المؤسسي على تلك العمليات يشير أيضًا إلى أن إدارة الوجود التركي في سوريا والأنشطة التركية في العراق سوف يُضطلع بها من هذا المركز، وأنّه من المخطط لهذه الوحدة أن تنمو في الأشهر القليلة القادمة.

وأكدت أن هناك أيضا دلائل على أنَّ 'أردوغان' يريد أن يدخل في حرب شاملة داخل تركيا ضد أي عدو وكل عدو يمكن أن يواجهه.

شركة سادات
ولفت التقرير إلى تعيين 'أردوغان' اللواء المتقاعد 'عدنان تانريفردي' كواحد من كبار مستشاريه، ويمتلك شركة 'سادات'، وهي شركة استشارات دولية في مجال الدفاع.

وتعرف شركة 'سادات' مهمتها على أنها "توفير الخدمات الاستشارية وخدمات التدريب العسكري في مجال الدفاع الدولي والأمن الداخلي".

وأبرز التقرير تساؤل النقاد بمن فيهم نواب المعارضة، عن أنشطة شركة 'سادات'، وينتابهم الشك في أن مهمتها الحقيقة ربما تكون تدريب قوات شبه عسكرية رسمية أو غير رسمية للقتال في حروب 'إردوغان' المتعددة داخل تركيا وخارجها.

ويُقصد بعبارة "داخل تركيا" هنا قتال المنشقين في المستقبل، بينما يُقصد بتعبير "الخارج" على الأرجح تدريب جهاديين على القتال في حروب 'إردوغان' الطائفية في دول مثل سوريا.

النزعة الشيعية
ورأى التقرير أن 'أردوغان' يخشى النزعة التوسعية الشيعية أكثر مما يخشى روح المغامرة الكردية، ولكن الأرجح أنه يعتقد أن روح المغامرة الكردية جزء من النزعة التوسعية الشيعية.

مساجد تركيا
ولفت " بكديل" إلى اتَّخاذ 'أردوغان' إجراءً آخر لتعزيز دفاعه عن نفسه ضد الأعداء، ففي أكتوبر، أصدرت مديرية الشئون الدينية في تركيا تعميمًا بتشكيل "فروع للشباب" تُلحق بعشرات الآلاف من المساجد في مختلف أنحاء البلاد.

وفي البداية، ستُنشأ فروع الشباب في 1،500 مسجد. ولكن بموجب الخطة، سوف يضم 20 ألف مسجد فروع للشباب بحلول عام 2021، وصولًا في نهاية المطاف إلى 45 ألف مسجد.

ويخشى المراقبون من أن تتحول فروع الشباب الملحقة بالمساجد إلى "ميلشيات مساجد" تابعة للرئيس 'أردوغان'، أي أن تلعب نفس الدور الذي لعبته منظمة شباب 'هتلر' التابعة للحزب النازي في ألمانيا.

انقسامات مجتمعية
وتُنذر فكرة إنشاء فروع للشباب بالمساجد بالخطر، وخاصةً في دولة مثل تركيا، حيث تنطوي الانقسامات المجتمعية العميقة على درجة عالية من الاستقطاب بين المسلمين العلمانيين والمسلمين المحافظين، وهو ما ينذر بالعنف.

ويُثير إنشاء مليشيات المساجد حفيظة العلمانيين، بما يسفر عن إنشاء "فروع للشباب العلماني". وعندها، لن يعرف أحد متى ستنطلق الشرارة التي ستشعل نيران العنف، وفقًا للتقرير.
الجريدة الرسمية