رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الناقد الفني طارق الشناوي: بالفنون.. نقضي على «طيور الظلام»


يرى الناقد الفني طارق الشناوي أنه يمكن هزيمة المتطرفين واجتثاث جذر الإرهاب من خلال السينما والمسرح، والارتقاء بالفنون، مشيرا إلى أن الفن من القوى الناعمة التي يمكن للدولة الاستفادة منها في حربها ضد طيور الظلام.

وانتقد الشناوى إهمال الدولة وتقاعسها عن توفير مناخ صحي للمبدعين لنشر إبداعاتهم، مشيرًا إلى أن تدني الذوق العام انعكس بالسلب على المناخ الإبداعي في مصر.

وانطلاقًا من أهمية القوة الناعمة وتحديدًا قوة الفن ودوره في المجتمع تحدث الناقد الفنى طارق الشناوي، وأوضح تلك الأهمية ودور القوة الناعمة في التأثير في المجتمع وأهمية الفن تحديدًا ودوره في ذلك، وأسباب تراجع قوة الفن في الفترة الأخيرة، وكيف يمكن أن يستعيد قوته ودور الدولة في ذلك.. وإلى نص الحوار:

> في البداية.. كيف ترى أهمية القوى الناعمة وتحديدًا الفن وتأثيره في المجتمع؟
الفن له دور كبير وأساسي في التأثير في المجتمع، ويعتبر قوة ناعمة أساسية، من خلال قيامه بمناقشة قضايا ومشكلات المجتمع، ونقل الصورة الحقيقية للشعوب، خاصةً أن المجتمع يعاني من مشكلات كثيرة وأصبح أكثر ميلًا للعنف بمختلف أشكاله سواء كان لفظيًا أو حركيًا، والذي يؤدي في النهاية إلى الإرهاب والتطرف.

> وكيف يمكن أن تظهر قوة الفن الناعمة وتواجه ذلك العنف؟
يجب أن تتم مواجهة العنف والتطرف والإرهاب باعتباره فكرًا من خلال فكر مقابل له وفن حقيقي يهذب المشاعر، ويضعها في إطارها الصحيح والصحي.

> إذًا.. ترى أن الفن لا يزال عاجزًا أمام قضايا معينة مثل التطرف والعنف؟
نعم، ورغم تقديم أعمال فنية لها علاقة بالوحدة الوطنية، فتلك الأعمال قدمت بصورة فجة ومباشرة، وعلى سبيل المثال ما قدمه سيد درويش عندما قال: “أنا المصري كريم العنصرين”، فما قاله ما هو إلا تأكيد للعنصرية، فالأمة لا تتكون من عنصرين بل يفترض أن يتم التعامل على أساس أنها عنصر واحد، وبالنسبة للسينما فأغلب الأفلام مثل حسن ومرقص وغيرها، تم تناول قضية الفتنة الطائفية وعلاقة المسلم والمسيحي خلالها بصورة مباشرة وتكرس فكرة العنصرية أيضًا في التناول الدرامي وسياق الأحداث، من خلال إصرار المبدعين على تناول القضية بصورة مباشرة تقتل روح الإبداع وبالصورة النمطية “يمين وشمال مسلم ومسيحي”.

> ما شكل الفن المفترض وجوده خلال الفترة المقبلة لتستعيد مصر قوتها الناعمة؟
نحتاج لفن يخاطب الوجدان، وأن ندرك ويدرك المبدعون أيضًا أن المجتمع في مأزق، ويجب مواجهته بفن على قدر المستوى، وأن العنف والتطرف والإرهاب جزء كبير من أسبابه يرجع إلى عدم صفاء الروح نفسها، وعدم تقبلها الفــن.

> وما دور الدولة في استعادة قوة الفن الناعمة والاستفادة منه؟
يجب على الدولة أن تخلق المناخ الصحي للإبداع وترفع سقف الحريات، وألا ترفع سلاح “من لا يؤيد النظام بصوت عال فهو عدو للنظام”، وأن تسمح بوجود هامش للاختلاف وتدرك أن من لديه ملاحظات على توجه الدولة لا يقصد بالضرورة من ورائها هدم الدولة وأن تنظر الدولة للصوت المعارض باعتباره صوتًا وطنيًا، وعلى الدولة أيضًا أن تخلق مناخًا اقتصاديًا يساعد على استعادة قوة الفن الناعمة من خلال رؤية واضحة الملامح تستند بالأساس إلى فكرة الدعم، وذلك من خلال دعم السينما مما يحفز المنتجين على تقديم أفلام، خاصةً في ظل حالة الخوف من الإنتاج بدافع أن العائد غير مضمون، ويجب أن تتابع الدولة أسباب الخطر الذي يواجه صناعة الفن والإبداع ومشكلاته في حالة توافر إيمان قوي لديها بدور الفن والسينما في تمثيلها كدولة وتدعم المشروعات الفنية التي تلعب ذلك الدور وعلى الدولة أيضًا رفع سقف الحريات؛ لأنه تراجع كثيرًا لدرجة أن الحديث عن الحرية أصبح بمثابة حديث عن الإباحية عند البعض، فضلًا عن وضع قيود مثل المسئولية وغيرها بهدف الحد بقدر المستطاع من أي انتقاد للسلطة السياسية أو الدينية.

> هل ترى أن تدني الذوق العام له تأثير في تراجع الفن كقوة ناعمة لمصر؟
نعم توجد حالة تدنٍ وتراجع عام لأشياء كثيرة في المجتمع ومنها الفن، فالأمر كالأواني المستطرقة بمعنى أن الفن لا ينعزل عن المجتمع وأوضاعه بشكل عام ومشكلاته وحالته الأخلاقية، وتراجع الذوق العام انعكس بشكل سلبي على مستوى الإبداع نفسه.

> وكيف تقيم دور الفن كقوة ناعمة لمصر في علاقتها بالدول العربية المجاورة؟
القوة الناعمة للفن تفتح مجالات لمصر مع الدول العربية، ويوجد تبادل فني من خلال بعض الأعمال ذات الصبغة العربية، والتعاون الفني من خلال الممثلين والإنتاج المشترك والإخراج، لكن ذلك التبادل لسبب اقتصادي بحت وليس لسبب قومي أو ثقافي، ويرجع بالأساس إلى فكرة تسويق العمل الفنى نظرًا لامتلاك بعض النجوم العرب دائرة تسويقية كبيرة مما يدفع المنتج للجوء إليهم.

> وماذا عن الأعمال الواردة لمصر من الخارج مثل المسلسلات التركية والهندية؟
من حقهم إنتاج دراما ومن حق القنوات عرضها، وذلك يعكس نجاح تلك الدول في تقديم أعمال تروج لها وتحسن صورتها، وعلى المبدعين في مصر تطوير أنفسهم وتقديم أعمال متميزة تستطيع أن تعيد للفن دوره كقوة ناعمة مهمة.
Advertisements
الجريدة الرسمية