رئيس التحرير
عصام كامل

أمين مجمع البحوث الإسلامية: بيان تفصيلي يخص المهدي المنتظر وأحاديث البخاري وعذاب القبر قريبا


>> الأزهر بريء من مذبحة البطرسية
>> كل القتل والتفجير والذبح واستحلال الدماء يتم الآن باسم الدين

>> ما يثار حول وجود مشكلات بين الأزهر والأوقاف مجرد شعارات
>> نتصدى لمحاولات إسقاط الدولة من خلال الفتاوى المتجددة
>> إكراه الناس على قبول الإسلام «ضد المشيئة الإلهية»


تولى منصب الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، منتصف يوليو عام 2014، قادمًا من كلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر، وخلال تلك الفترة، أعد خطة للوعظ والإرشاد والانتشار الأوسع للقوافل الدعوية، والتي أسهمت في ضبط الخطاب الدعوي ومواجهة الأفكار المنحرفة والمتطرفة، من خلال الجولات التي تتم بجميع محافظات الجمهورية.
أعاد هيكلة لجنة الفتوى، عن طريق الاستعانة بالمجددين، وأصحاب الآراء المستنيرة، ما أسهم في استقبالها ما يقرب من ثلاثة آلاف فتوى شهرية.. إنه الدكتور محيي الدين عفيفي الذي تحاوره “فيتو”.. وإلى التفاصيل:


> كيف ترى عملية تجديد الخطاب الديني الآن؟
تجديد الخطاب الديني مسألة مهمة جدًا لكل زمان ومكان، وسِمة متلازمة مع الدين الإسلامي، نظرًا لأن القرآن الكريم والسنة النبوية تحدثا عن ذلك، ويجب ترك المساحة للعقول البشرية لتختار ما يناسبها في ضوء النصوص الشرعية.

> وما حال المشهد الديني؟
للأسف، كل ما يحدث الآن على وجه الأرض يتم باسم الدين، من قتل وتفجير وذبح واستحلال دماء، ومن ينخرطون في سلك الجماعات الإرهابية يقدمون على ذلك بدافع التقرب إلى الله، على غير الحقيقة، بل يتم تشويه النصوص بشكل واضح، لإضفاء غطاء ديني على الأعمال غير الإنسانية، وبالتالي فنحن أمام قضايا كثيرة وهى علاقة الإنسان بالآخر، وليس من الضرورة أن يكون الناس على دين واحد، وأي محاولة لإكراه الناس على قبول دين معين حتى ولو كان الإسلام ضد المشيئة الإلهية، نعم الدعوة مطلوبة إلا أنها لا تكون على سبيل الإكراه، وحينما تصدى غير المؤهلين للخطاب الديني شوهوا معالم الدين، وأكرهوا الناس باسم الجنة والنار والحلال والحرام، والوعد والوعيد، والمصادرة على رغباتهم، وهناك الكثير من الشباب ألحد بسبب الخطاب الظلامي، الذي يقدم من قبل المتشنجين الذين لا يسمحون للآخر أن يتعايش معهم، إضافة إلى التطرف الذي يصدر ممن يطلقون على أنفسهم تنويريين.

> وما الحل في العمليات الإرهابية وصدور فتاوى من غير المؤهلين؟
الحل هو تثقيف الناس، ورفع درجة الوعي لديهم، فالخطاب الديني ليس في المساجد ولا المحاضرات، وإنما يبدأ من المرحلة الابتدائية، حينما يتم تربية الأطفال على مفاهيم سلوكية صحيحة، لكن أن يتم عزلهم في حصة التربية الدينية من قبل مدرسين غير مؤهلين لتدريسها، فالدين الآن يُهمش، وهنا لا بد من إعداد مناهج ترسخ لثقافة التعايش السلمي والانتماء، وللأسف بعض الجماعات تنتزع الآن الولاء والانتماء من نفوس الشباب تخبرهم أن الانتماء للدين هو الأساس والوطن هو حفنة تراب برغم أن الانتماء للوطن جزء لا يتجزأ من الانتماء للدين، لذلك فالخطاب الإعلامي موضوع في غاية الأهمية.

> ما الذي ينقص تجديد الخطاب الديني حاليًا؟
لا يوجد تعاون حتى الآن من قبل المؤسسات الأخرى، وللأسف بعض الناس يحصر تجديد الخطاب الديني في المؤسسة الدينية، وهو أوسع وأشمل من حصره في الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف، فهناك مسئولية لوزارات التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة الثقافة ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.

> البعض يقول إن الأزهر لم يضع المحاور التي يتيسر عليها عملية تجديد الخطاب الديني؟
أولًا هناك مسائل لا تجوز فيها النيابة، فالأزهر دوره أصيل، وطرح الإمام الأكبر مسائل كثيرة على لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث فضلًا عن تطوير المناهج، وهذا الدور لا يمكن أن يقوم به أحد غير الأزهر، فضلًا عن معالجة قضايا اجتماعية شائكة مثل الشهادات التي تم طرحها أثناء أزمة الدولار وأجازها مجمع البحوث، وموضوع الطلاق الشفوي، وحرمان المرأة من الميراث، وتوليها المناصب العامة، وعلاقة المسلمين بغير المسلمين وتهنئتهم، وغيرها من التي لم يجرؤ أحد أن يقتحمها وهى مطروحة الآن للمناقشة، وسيتم حسمها نهائيًا خلال الفترة المقبلة، وهذا كله نوع من مواجهة الفكر الظلامي، ونوع من تربية الأبناء على فكر تنويري وهذا كله يندرج تحت تجديد الخطاب الديني.

> ولكن البعض ينتقد فكرة تأخر الأزهر في التحاور مع الشباب؟
في الحقيقة، إذا نظرنا إلى السنوات الماضية التي شهدت زخمًا إعلاميًا واسعًا، ظهر أناس لا علاقة لهم بالدين من قريب أو بعيد تخصص لهم برامج كاملة على الفضائيات، أدى ذلك إلى ظهور شباب أقوياء يبيعون مسكًا وسواكًا لغياب الوعي لديهم وبدعوى أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يحب الطِيب، وللأسف أفقنا على واقع مر والتحديات أكبر من الجهود المبذولة، وذلك لا يدعو إلى اليأس، ولكن إلى اقتحام المزيد من القضايا الشائكة، ولذلك فالأزهر يتهم الآن من قبل المتشددين والتنويريين والليبراليين بأنه يُضيع الدين وجامد ولديه كتب صفراء وغير ذلك من كلام ينم عن عدم فهم، وعلى الرغم من ذلك نحن ماضون في طريقنا ولدينا هدف وعلى وعي تام بأن هناك جهات داخلية وخارجية ممن لا يريدون خيرًا للوطن تسعى إلى تشتيت جهود الأزهر وبعثرتها حتى يظل في مكانه لا يتحرك خطوة أخرى.

> هل ناقشتم موضوعات “أحاديث البخاري والمهدي المنتظر وعذاب القبر”؟
كل الأشياء التي تثير جدلًا يتم بحثها الآن داخل المجمع، وسيعلن عنها الأزهر فور الانتهاء منها، بآراء واضحة تجعل المواطن العادي في شفافية ووضوح من المعلومة، ويتم بيانها بشكل مقتضب دون الدخول في تفريعات.

> لماذا أصابع الاتهام دائمًا موجهة إلى مناهج الأزهر؟
ليس من قبيل العاطفة ولكن من منطلق الواقعية والمنطقية، لم تكن مناهج الأزهر يوما سببًا فيما يحدث الآن، ولو كانت هى السبب لحدث ذلك من قبل، والإرهاب بدأ يتنامى بعد الثورات التي سُميت زورا بالربيع العربي وهى في الأصل سواد عربي، لأننا رأينا دولًا تلاشت تمامًا، من خلال جماعات الإسلام السياسي من خلال محاولة تنفيذ أغراض سياسية، وبالتالي تحميل الأزهر فاتورة الإرهاب ظلم بين.

> أحد الإعلاميين حمل شيخ الأزهر مسئولية التفجيرات التي تحدث؟
هذا رأيه، ويعذر بعدم معرفته، ولا يعذر بتضليل الناس وتغييب الحقائق، فشيخ الأزهر شخصية عظيمة مستنيرة، ويعد من أبرز المجددين في الأزهر، ويطرح العديد من القضايا التي تجلب عليه بعض المشكلات داخليًا، لإعادة إنتاجها مرة أخرى بشكل عصري، فكيف يقال ذلك، فهؤلاء لا يريدون لمصر الخير.

> هناك أقاويل كثيرة بوجود مشكلات بين الأزهر ووزارة الأوقاف؟
لا توجد أي مشكلات بين الأزهر والأوقاف، لأن الأزهر هو المؤسسة الدينية الأولى في مصر، وما دونها فروع، فالأزهر مؤسسة دينية والأوقاف دعوية، وبالتالي لكل منهم دور وهناك تعاون مشترك بينهم، ولو كانت هناك مشاغل لتأثرت الدعوة بذلك، وما يثار حول وجود مشكلات هى مجرد شعارات، فليس لدينا رفاهية الوقت لذلك، وأطالب الجميع بالتركيز في عمله


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية