رئيس التحرير
عصام كامل

سكينة فؤاد: الفوضى تتحكم بالمشهد العام.. والشخصية المصرية تتعرض للتصحر


>> أتطلع لتجاوز مصر ظروفها الصعبة وتجدد إحياء قوتها الناعمة.
>> مصر كانت رائدة في تصدير المعلمين واستقبال الوفود الدراسية.


اعتبرت مستشار الرئيس السابق، الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، أن الظروف العصيبة التي مرت بها مصر في السنوات الأخيرة، سبب تراجع قوتها الناعمة التي تعد داعمًا قويًا في الحرب على الإرهاب، والفوضى، والارتقاء بالذوق العام، الذي شهد تدهورًا ملفتًا في السنوات الأخيرة.
"فؤاد"، ثمنت خلال حوارها مع "فيتو" اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها النموذج الأكثر اهتمامًا بالقوى الناعمة في منطقة الشرق الأوسط، مطالبة الحكومة المصرية بأن تحذو حذوها، حتى تتمكن مصر من استعادة عصرها الذهبي في الفن والثقافة وكل مفردات القوى الناعمة.. وإلى نص الحوار.

-متى تكون القوى الناعمة حاضرة ومؤثرة بقوة ؟
القوى الناعمة تتوهج عندما تولي الأنظمة الحاكمة اهتمامًا جادًا بالفنون والثقافة، وكل ما يغذي العقل ويرتقي به، لا سيما أنها يمكن أن تكون فاعلًا أخلاقيًا مهمًا في تحقيق ما يفشل فيه غيرها، ولا يجب أن ننسى أن مصر كانت لفترة طويلة مركزًا تعليميًا وفكريًا وإعلاميًا في المنطقة العربية، وكانت توفد المعلمين وأساتذة الجامعات لدول الشمال الإفريقي، ودول الجزيرة العربية، ولكن الحقيقة أن هذا صار ماضيًا، والحاضر يجافي الماضي تمامًا، فقد تراجع الدور المصري التاريخي في الدوائر المختلفة الإقليمية والعربية والأفريقية والإسلامية والدولية، وصار معزولًا ومنكفئًا على ذاته.


- لماذا تهتم الدول الكبرى بتعظيم دور القوة الناعمة؟
تهتم الدول الكبرى بقواها الناعمة للارتقاء بشعوبها من ناحية، ولفرض سيطرتها وبسط وجودها بالخارج من ناحية ثانية، فالقوى الناعمة تنجح فيما تفشل فيه قوة السلاح والعتاد الحربي.

-إذن لماذا تراجع دور القوة الناعمة في مصر وما ملامح هذا التراجع؟
مصر مرت بظروف صعبة، في السنوات الأخيرة، تلاشت خلالها كثير من القيم الروحية والأخلاقية، وانعدم الاهتمام بالثقافة والفن، وتحكمت الفوضى في كثير من تفاصيل المشهد العام، وتوغل الإرهاب، وتتعرض الشخصية المصرية حاليًا لحالة متقدمة مما يمكن تسميته بـ"التصحر"!

-وما الذي يجب أن تفعله مصر لاستعادة هذا الدور الغائب؟
القوة الناعمة أساس لمواجهة الجماعات الإرهابية، وتيارات العنف والتطرف، نحتاج بقوة إلى استنهاض القوة الناعمة، لتجفيف منابع الإرهاب وكسر شوكته، وتنشئة أجيال محبة للفن وللجمال والخير والمحبة والإبداع، لا بد من العمل فورًا على استنارة العقول وتطهيرها من سحب الضلال، التي عششت فيها خلال العقود الماضية.

-إذن كيف يمكن توظيف القوة الناعمة التوظيف الصحيح؟
- عندما تحظى بالاهتمام الحكومي الكافي واللازم، وعندما يتم بث الحياة في الأواصر الجافة للتعليم والبحث العلمي والفن والثقافة، وحينئذ يرتفع اسم مصر عاليا في المحافل والأوساط العربية والدولية، مصر كانت رائدة في تصدير المعلمين ومستقبلة للوفود الدراسية، وعلماء مصر كانوا يحملون اسمها في كل مكان، وكان للكتاب المصري، والفن المصري دوره الرائد والمهم، أعلم أن اجترار الماضي ليس ظاهرة صحية، ولكن يكون واجبًا لاستنهاض الهمم للمستقبل وتصحيح الأخطاء.

- برأيك.. ما أكثر الدول استخدامًا للقوة الناعمة في المنطقة؟
لا شك أن دولة الإمارات العربية المتحدة، أبرز الدول التي تهتم بتنمية قوتها الناعمة، وأصبح اسم الإمارات حاضرًا بقوة، لأنها أدركت قيمتها ومردودها، ومن ثم أتطلع أن تتجاوز مصر ظروفها الصعبة، وأن تجدد إحياء العصر الذهبي لقوتها الناعمة.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية