إهانة الرئيس مرسى
لا أحد فى العالم يقبل أن يهان رئيس دولته، فكرامة وقيمة الرئيس من كرامة شعبه، والمصريون عبر تاريخهم مهما اختلفوا مع رؤسائهم أو خرجوا عليهم بانقلاب أو ثورة أو اغتيال، لم يكن من عاداتهم إهانة الرئيس.. والمعنى المعروف للإهانة هو السب والقذف والتجريح والخوض فى أعراضه الشخصية، وهو ما نرفضه ضد رئيس الجمهورية فى مصر قولا واحدا.
ولكن لابد من التفرقة بين الإهانة والنقد، فمؤيدو الرئيس يرون أن النقد إهانة ويريدون من المعارضة أن تصمت طيلة الفترة الرئاسية الأولى، وأن يترك الجميع الرجل يعمل بلا نقد أو توجيه أو مجرد الاعتراض وهذه مغالاة واضحة من مؤيدى الرئيس، لأن الدور الأصيل للمعارضة الحقيقية هو نقد الرئيس ليقوم أخطاءه ويخرج بقرارات وسياسات متوافقة مع طبيعة المرحلة التى يحكم فيها والشعب الذى يحكمه، وهنا أرحب بكل نقد للرئيس بناء يهدف للتطوير والتجويد.
ولكن ماذا سنفعل عندما يقوم الرئيس بأفعال لا ترضى معارضيه وقطاعا كبيرا من شعبه ويهاجم وينتقد عليها بشدة، ويخرج مؤيدوه ويقولون أنتم تهينون الرئيس.. وهنا الرد الوحيد عليهم، أفعال الرئيس هى التى تجعله فى مواجهة النقد أو الإهانة كما تقولون، وسجل التاريخ لمرسى ملىء بهذه الأفعال والقرارات.. وأعرض منها على سبيل الحصر:
1- الرئيس فى بداية حكمه تخلى عن جميع تعهداته للقوى السياسية المصرية، ولم يشكل فريقا رئاسيا ولا استشاريا حقيقيا، وشكل حكومة لاتعبر عن الثورة وشارك فى اختيار محافظين ورؤساء للهيئات الرقابية بشكل منفرد وجميعهم لايعبر عن المطالب الثورية للشارع المصرى.
2- الرئيس تخلى عن أهم أهداف الثورة المصرية، وهى العدالة الاجتماعية، ولم يصدر أى قرار أو قانون بذلك، بل حتى مصابى الثورة أغلبهم لا يجدون العلاج على نفقة الدولة، وبعضهم عرض عليه التنازل عن الجنسية المصرية مقابل العلاج فى إسرائيل، ولن نتطرق لقوانين العمل ولا طرق التعيينات الحكومية ولا الالتزام بسن محددة للمعاشات فى كافة مؤسسات الوطن ولا ملف البطالة والعشوائيات وغيرها، بل بالعكس شارك فى رفع أسعار الطاقة والخدمات والضرائب على فقراء مصر.
3- الرئيس لم يحترم الدستور الذى أقسم عليه، بل وانقلب عليه بعدة إعلانات دستورية بعضها أعطى لنفسه حق عدم تنفيذ أحكام القضاء وتحصين قراراته ضد الأحكام القضائية، والأهم الرئيس صمت عن مأساة حصار المحاكم وشارك فى جريمة تغيير النائب العام.
4- الرئيس فقد مصداقيته لدى قطاع كبير من المصريين بعدم التزامه بحق القصاص لشهداء الثورة، وأدخلنا فى مسرحية لجان تقصى الحقائق والبحث عن أدلة جديدة، والتى لم تقدم شيئا، وضاعت حقوق شباب مصر والقتلة خارج السجون، والأهم الرئيس لم يقدم قتلة جنودنا فى رفح للقضاء حتى الآن، والقضية دخلت غياهب المؤامرات والتجميد، والرئيس دائم الحديث عن مؤامرات ومعلومات لديه، ولم يقدمهم للقضاء، وعندما قدم بعض المتهمين للقضاء فى بعض الأحداث تم الإفراج عنهم لعدم وجود أدلة.
5- الرئيس يثبت كل يوم أنه لايحكم مصر وحده بل بمشاركة جماعة الإخوان المسلمين، فأغلب أخبار الرئاسة تخرج من مكتب إرشاد الجماعة مثل زياراته ومشاريع القوانين والتغييرات فى الأشخاص وغيرها وهذا ما أفقد الرئيس وجعل البعض يتساءل "من رئيس مصر الحقيقى الرئيس أم جماعة الإخوان الرئيس"؟!!.
الإهانة الحقيقية للرئيس مرسى هى عدم التزامة بمبادئ وأهداف الثورة وعدم حفاظه على كرامة المصريين وصمته عن الفوضى الأمنية والانهيار الاقتصادى والارتباك السياسى، فهو الرئيس المسئول أمام الشعب وهو الذى سيحاسب، فهل يدرك أنه الرئيس أم يرى أن ولاءه لجماعته سيحميه من الغضب الشعبى، أقصد الإهانة كما يروج مؤيدوه.
dreemstars@gmail.com
.