رئيس التحرير
عصام كامل

للمرة الأولى.. الرئيس والبطريرك يدخلان الكاتدرائية على ألحان قبطية.. زغاريد وورود تستقبل السيسي.. وأعلام مصر للتحية.. ووعد رئاسي بكنيسة كبرى في العاصمة الجديدة


رغم انتظار الحضور باحتفالات عيد الميلاد المجيد في الكاتدرائية المرقسية، حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الصلوات وفق العادة التي رسخها كأول رئيس يحضر إلى الكاتدرائية لتهنئة المصريين، ظل الأخوة الأقباط في انتظار حضوره، وأعد البعض علم مصر ليستقبلوه بالترحاب وتم تجهيز باقات ورود لتقديمها إلى الرئيس، ولم يطرأ على بال أحد حضور الرئيس مع البطريرك جنبًا إلى جنب قبل بدء الصلوات.


وفي لافتة هي الأولى من نوعها يدخل رئيس الجمهورية والبطريرك للكنيسة الكبرى بالعباسية على ألحان وتراتيل تتلى وعلى دقات الأجراس دخلا معًا وسط حراسات مشددة.

روح واحدة

ليستقبله الأقباط بحفاوة فوق المعتاد، فعلت الزغاريد وسط تصفيق الرجال وأعلام البلاد ترفع حال الصلوات برحاب كنيسة مارمرقس الرسول بالعباسية لتجدد التأكيد على حقيقة مصر بعد ثورتي الشعب روحًا واحدة وشعبا واحدا دون تمييز.

طوق الورود

ابتسامات متبادلة من البابا تواضروس والرئيس السيسي وتلويح للحضور بالتحية والسلام، والجموع يلقي الورود فوق الرئيس وموكبه في بهو الكنيسة، والتصفيق يعلو ويزيد، وطفلة بريئة تتقدم وسط الحشود لتهدي السيسي طوقًا من الورود حاول الحرس منعها فما كان للرئيس إلا التقدم إليها والترحاب بها.

كسر الرتابة

اعتاد "البابا والرئيس" التعامل بطبيعتهما وكسر حاجز الرتابة والمعتاد، على كافة الأصعدة والمستويات، جمع القدر بينهما ليصبحا أصدقاء على درب الوطنية الذي عنوانه "مصر قبل كل شيء".

لم يعد جديد، زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للكاتدرائية لحضور قداس عيد الميلاد المجيد منذ توليه مسئولية حكم البلاد، لتكون هذه المرة الأولى على مدى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن يدخل الرئيس والبطريرك الكنيسة جنبا إلى جنب.

تهنئة حارة 

قدم الرئيس السيسي، التهنئة إلى البابا تواضروس والأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد، وذلك خلال زيارته للكاتدرائية المرقسية بالعباسية وفق المعتاد للتهنئة، قائلا في كلمته: «أوجه كل التحية لكم وكل عام وأنتم بخير وسنة سعيدة علينا كلنا، أنا متشكر على هذه المشاعر الجميلة وهي مشاعر متبادلة».

وأضاف الرئيس: «تأخرنا عليكم في ترميم الكنائس فمنذ 3 سنوات وعدتكم بانتهاء الترميم، وقداسة البابا لم يتحدث ولم يطلب ولم يذكر الموضوع خلال لقاءاتنا، وهو حق له ولكم وعدتكم وأرجو أنكم تقبلوا اعتذارنا في التأخير، ولكن اليوم أعلن أن كل الكنائس التي أضيرت تم ترميمها بشكل كويس لم يتبقَ إلا كنيسة في المنيا والعريش تنقصها اللوحات الزيتية».

اليوبيل الذهبي

وتابع الرئيس: «أن السنة القادمة سوف نحتفل بمرور خمسين عامًا على إنشاء الكاتدرائية وأنا بقول إن في العاصمة الإدارية لابد أن يكون فيه أكبر كنيسة وجامع في مصر وأنا أول المساهمين في الكنيسة والمسجد وإن شاءالله نشارك في الافتتاح العام المقبل وأيضًا إنشاء مركز حضاري كبير ونعلم الناس أننا واحد وأن التنوع ربنا خلقه علشان إحنا نحترمه كما أنه إرادة إلهية واللي بيحاول يرفضها مش فاهم».

منبع الخير

وأشار الرئيس السيسي إلى أن «مصر هيخرج منها الخير والنور على إيدينا كلنا للمنطقة والعالم كله نعلم الناس زي ما علمناهم قبل كده المحبة والسلام والأمان والاستقرار وكمان هتشوفوا أن مصر هتبقى حاجة عظيمة جدًا، وحجتي في هذا أننا بنتعامل بأمانة وشرف وإخلاص ومحبة وسلام ولا نبغي غير كده لينا ولغيرنا».

وتابع: «هي النوايا التي يدعمها ربنا وينميها فربنا بيحب الحسن والسلام والخير والتعاطف حسن وأي حاجه قبح مالهاش مكان، الجمال فقط هو من له مكان، وإحنا هنا هنقدم الجمال والحسن للعالم كله».

إسعاد الناس

وخاطب السيسي الحضور قائلا: «لما أكون موجود وأسعد الناس يبقى مش حسن.. لما أجامل الناس وأقولهم كل سنة وأنتم طيبين يبقى مش حسن».

واستطرد: «أشكركم على حفاوة الاستقبال وربنا يحفظ بلدنا وكل المصريين والسنة الجاية نحتفل، إن شاءالله، بصرح عظيم ونقدم صورة لاحترامنا لبعض وهنقدمها ونعيشها، وأنا هنا في بيت من بيوت الله أدعى أن يحفظ الله مصر، وأمن مصر، والاستقرار والسلام لمصر».

كلمة البابا

ومن جانبه، قدم البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، التهنئة بعيد الميلاد المجيد، قائلا: «أهنئكم بالعام الجديد، وعيد الميلاد المجيد، الذي نحتفل به، وفق التقويم الشرقي في 7 يناير».

وتابع: «أرسل التحية الواجبة للشهداء والشهيدات بالكنيسة البطرسية، الذين اختارهم الله في أفضل أوقات حياتهم؛ ليكونوا إلى جواره، وتروي دماؤهم الزكية المكان الطاهر؛ ليصبح اسم البطرسية كنيسة الشهداء، وبشفاعتهم نعيش ونخدم ونبني ونعمل، ونصلي للمصابين، أن يتم الله شفاءهم». وذكر البابا أسماء الشهداء.

شكر الرئيس

وقدم البابا الشكر للرئيس السيسي؛ للتهنئة والحضور بشخصه، واهتمامه، ورفع البابا الورود التي قدمها الرئيس، وقال: «إنه هنا، ويبعث بها لكم جميعًا، وتذكارات أسماء الشهداء والمصابين، ونشكره على وعوده الطيبة، وإنشاءاته الجديدة بالعاصمة الإدارية، أحد المشروعات العملاقة، التي تقوم بها مصر».

وأعرب البابا عن شكره للحضور بالمقر البابوي، واعتذر عن ضيق المكان؛ بسبب تجديد الكنيسة، فهذه القبة رسمت بعد 49 سنة، وتم رسمها في 200 يوم، وسيتم استكمال بقية الترميمات والإنشاءات، على أن ينتهي هذا العمل بداية العام المقبل.
الجريدة الرسمية