بالصور.. أبرز 5 خدع عسكرية في تاريخ الحروب الحديثة
التاريخ مليء بالخدع التي نفذها عسكريون لتحقيق مكاسب في الحروب، أو كالتي ابتدعها أشخاص عاديون بهدف جنى أموال بطرق غير شروعها، حتى إن مقولة "الجزر يقوي النظر" تبين أنها خدعة عسكرية استخدمتها بريطانيا في الحرب العالمية الثانية. ويرصد التقرير التالي أبرز الخدع التي وقعت عبر التاريخ.
مصاص الدماء المزيف
كان القصة من نسج خيال الـ CIA وبطلها هو، إدوارد لانسدال، أحد أعتى عناصر وكالة الاستخبارات الأمريكية خلال الحرب الباردة. عُرف خلال حرب فيتنام بـ الخدع الغريبة وحيله العديدة من أجل خداع الخصم.وكان أبرز حيله العبقرية والمجنونة برزت عندما كان يقود العمليات العسكرية ضد المتمردين الشيوعيين في الفلبين. إذ أشاع أسطورة في الوسط المحيط عن مخلوق مصاص دماء يستعمل لسانه من أجل استنزاف دم ضحاياه.
ونجحت خطته في استنزاف العدو وإثارة الرعب بين صفوف الشيوعيين، وفي أحد المرات لكي يقنع العدو بالخدعة نصب كمين للعدو، وبعد القضاء على العدو قام بثقب عنق أحد الجنود بثقبين ثم الضغط على عروق جسده لتصفية دمه تماما عبر الثقبين وكأن مصاص دماء قام بعض الجندي وقتله، وألقى الجثة على جانب الطريق.
وتمكن من خلال تلك الخدعة بإخلاء المنطقة من الشيوعيين خلال فترة وجيزة دون عناء.
بولين بونابرت وجسر النمسا
في عام 1805م، كان القائد الفرنسي بولين بونابرت يواجه مشكلة قهر الجيش النمساوي الذين كان قد بنى دفاعًا قويا له على الضفة الشرقية لنهر الدانوب. وكان الجسر الوحيد الذي يُمكِّن الجيش الفرنسي من عبور النهر مفخخا بالقنابل والمتفجرات، حيث كانت الأوامر للجيش النمساوي تقضي بتفجير الجسر إن عبر أي جندي فرنسي.لذلك، كان خيار السيطرة على الجسر بالقوة سيؤدي إلى تحويله إلى ركام خلال ثوانٍ قليلة، فكان لا بد من خطة بديلة، وجاء أحد ضباط نابليون بفكرة بدت غبية للغاية في البداية!
الخطة كانت تقضي بقيام اثنين من الفرنسيين بالتمشي على الجسر والدردشة عن مدى سعادتهما بالهدنة وانتهاء القتال أخيرًا بين الطرفين في الحرب (وهي كذبة، حيث لم يكن هناك هدنة بين الجيشين).
يقوم كلا الحارسين بالدردشة مع ضباط العدو رفيعي المستوى والمزاح معهم، وعلى الرغم من أن جيش العدو لم يقتنع في بداية الأمر بهذه الخطة، إلا أن كلا الحارسين استمرا في الضحك والدردشة غير مكترثين بأي محاولة لإيقافهما!
في الوقت نفسه، بدأ سرب من نخبة الجيش الفرنسي يمشون على الجسر وقد أخفوا أسلحتهم أسفل ستراتهم، وبنفس الطريقة يتبادل الأشخاص الدردشة والضحكات على الجسر بينما يتقدمون ببطء ناحية العدو.
وعند اقترابهم من العدو، لاحظ أحد الحراس الإثنين نية رقيب نمساوي إشعال فتيل مدفع وتفجير الجسر، لكنه انتزع بالقوة المشعل من يديه، كما كانت قوة مدفعية نمساوية قريبة على استعداد لإطلاق النار، لكن الضباط أقنعوهم بالتراجع عن ذلك وجلسوا بلا مبالاة على برميل المتفجرات مشعلين السجائر!
بهذه الطريقة الغريبة، تمكن الجيش الفرنسي من الاستيلاء لاحقا على الجسر الذي كان يُشكل نقطة محورية في الحرب مع الجيش النمساوي على الضفة الأخرى من نهر الدانوب، وذلك عبر الخدع والحيلة.
خطة ساعة الصفر
اعترف العدو الإسرائيلي بنجاح خطة الخداع والتمويه المصري في حرب 1973، مؤكدًا أن سر نجاحها يكمن في السرية المطلقة لساعة الصفر وعدم الإعلان عنها حتى كأوامر تحمل درجة سري للغاية لدرجة أن بعض ضباط القيادة لم يكونوا على علم بأن المناورة ستتطور إلى حرب حتى لحظة نشوب الحرب ورغم ما حمله ذلك من مخاطر عدم التنسيق إلا أن ذلك كان مهمًا وغير مؤثر لبساطة الخطة.الجزر يقوي النظر
خلال الحرب العالمية الثانية لم تكن بريطانيا تريد التعريف بوجود رادار لديها لذلك أعلنوا في وسائل الإعلام أن جنود مضادات الطائرات البريطانيين والطيارين أيضا كانوا يتناولون كميات كبيرة من الجزر، الأمر الذي أعطاهم بصرا حادا ومكنهم من إسقاط الطائرات الألمانية كالذباب. وبالفعل صدق الألمان هذه الخدعة.خدع اللورد بادن
اللورد روبرت بادن بأول (22 فبراير 1857 - 8 يناير 1941) هو ضابط بالجيش البريطاني، بطبعه الغريب خاصة خلال حرب بوير الثانية في جنوب أفريقيا، وهي الحرب ضد قبائل البوير الذين أرادوا التحرر من الاستعمار الإنجليزي.وكانت أوامر بادن تقضي بتأمين الجيش البريطاني في مافكينج لكنه لم يكن قادرا على دخول المدينة لأن الحرب لم تعلن بعد، لذلك قام بادن بطلب إذن رسمي من سكان مدينة مافكنج بدخول قواته لحماية إمدادات وجوده هناك، ولحظة حصوله على الإذن، قام بإدخال جيشه كله للمدينة، وعندما اشتكى الناس، أشار ببساطة إلى أن حجم الحراس لم يتم تحديده وإمداداته تحتاج إلى حماية كبيرة.
خدعة أخرى قام بها جنود بادن بأمر منه بدفن صناديق غامضة في الأرض حول محيط المدينة، وعندما سُئل عن ماهيتها، قال إنها ألغام أرضية قوية من إنجلترا مصممة لتدمير قبائل البوير خصيصا.
وليدعم ادعاءه، قام بتفجير صندوقين ملأهما بالديناميت وحرص على أن يشاهد العدو قوة الانفجار، بالتالي يخرج العدو من المدينة لتحذير القوات خارجها. بالطبع لم تكن تلك الصنايق ألغاما أو أسلحة مرعبة، لكن أكاذيب بادن وترهاته المتواصلة كانت سببا في انتصاره في تلك الجولة دون أن يُطلق رصاصة واحدة.