رئيس التحرير
عصام كامل

الفلبين: صراع مستمر بين الحكومة والمتمردين الإسلاميين


نجح مسلحون مشتبه بهم في الفرار من محبسهم بمنطقة مينداناو في جنوب الفلبين، وتمثل هذه الواقعة الفصل الأخير في صراع البلاد المستمر منذ أمد طويل ضد المتمردين الإسلاميين، وذلك رغم إبرام اتفاقات سلام مع الجماعات المتمردة على مدى العقدين الماضيين.


وغذى ذلك التمرد الإهمال وسوء معاملة السكان المسلمين في المنطقة الجنوبية منذ قرون، من جانب القوى الاستعمارية الإسبانية والأمريكية، ثم من جانب حكومات مانيلا بعد حصول البلاد على استقلالها عام 1945.

وشعر كثير من المنتمين إلى الأقلية المسلمة في البلاد بالغربة في معقلهم التقليدي بسبب هجرة المسيحيين من جزر لوزون وفيساياس القريبة، بتشجيع من حكومة مانيلا منذ أوائل حقبة الستينيات من القرن الماضي.

وفي الوقت الحالي، تعد المناطق التي تقطنها أغلبية مسلمة الأكثر تخلفًا وفقرًا وسط المجتمعات الفلبينية، وبات المسلمون، الذين كانوا ذات يوم يمثلون أغلبية السكان في مينداناو، أقلية صغيرة تعيش في أقاليم قليلة في الجزيرة.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك فصيلين هما الأبرز ضمن جماعات المتمردين المسلمين في البلاد: الأولى هي جبهة تحرير مورو الوطنية، وتأسست في 1972 على يد الأستاذ الجامعي الفلبيني السابق نور ميسواري، والثانية هي جبهة تحرير مورو الإسلامية، وهي منشقة عن الأولى، وتأسست في 1978 من على يد الباحث الإسلامي سلامات هاشم.

وإلى جانب جماعتي التمرد الرئيسيتين، هناك جماعات أكثر تطرفًا، مثل "أبو سياف"، التي أسسها عبد الرزاق جنجلاني في أوائل تسعينيات القرن الماضي، وجماعة "مقاتلو بانجسامورو الإسلامية من أجل الحرية" عام 2010، وجماعة "ماوتي" التي تشكلت ما بين عامي 2012 و2013.

وتتعهد هذه الجماعات بمواصلة النضال من أجل إقامة دولة إسلامية مستقلة في جنوب الفلبين.

وكان مسئولون فلبينيون قد ذكروا أول أمس الأربعاء أن مسلحين مجهولين هاجموا سجنًا إقليميًا في جنوب الفلبين، مما أسفر عن مقتل أحد الحراس وهروب أكثر من 150 سجينًا، وقال حينها مأمور السجن بيتر بونجات، إن "عشرات المسلحين اقتحموا سجن مقاطعة نورث كوتاباتو في مدينة كيداباوان(955 كيلومترًا جنوب مانيلا) قبل فجر أول أمس الأربعاء".

وتابع بونجات قائلًا إن "المشتبه بهم قطعوا التيار الكهربائي عن السجن الذي يتواجد فيه أكثر من 1500 سجينًا، قبل أن يقوموا بفتح النار على المباني".

وقال بونجات لمحطة إذاعية في مانيلا إن "الهجوم "تم التخطيط له جيدًا، وتجري حاليًا عملية أمنية لملاحقة الهاربين".
الجريدة الرسمية