بوادر حرب أهلية
الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.. وقد قام نفر غير مسئول بإيقاظها بعنف، فظهرت كارثة الكاتدرائية المرقسية.
تداعيات مؤسفة شاهدناها وتابعناها لحظة بلحظة، جثث تدخل الكاتدرائية لإقامة الصلاة عليها، الجميع أقباط، لماذا ذهب مجهولون للاعتداء على المشيعين وأهالى الضحايا والمصلين.. مع أنهم ليسوا مجهولين، بل معلومون للأمن، وهم من الإخوان والسلفيين، إنهم يتحرشون بأشقائنا الأقباط ويستفزونهم، وألقوا على الكنيسة المولوتوف، وهى دار عبادة لها احترامها ومكانتها.
وبالطبع رد بعض الأقباط من داخل الكنيسة بعنف، وفى النهاية سال الدم المصرى، وأزهقت أرواح بريئة، وضحك الشيطان وقهقه، فقد أثار الفتنة ونجح فى مسعاه، وفشلنا جميعا فى دحره ونحره.
ما حدث ينذر ببادرة حرب أهلية، لا قدر الله، وحفظ مصر من شرورها ونارها، وعلينا جميعا إخماد نار الفتنة ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، فالأقباط أشقاؤنا، وشركاؤنا فى هذا الوطن، ودور عبادتهم نحميها كما نحمى مساجدنا.. فهى بيوت يذكر فيها اسم الله، وقد أوصانا الله تبارك وتعالى، والنبى صلى الله عليه وسلم، بإخواننا الأقباط، ولنا معهم ذمة ورحما، أموالهم ودماؤهم وأرواحهم علينا حرام، هم جيراننا فى البيوت وزملاؤنا فى المدرسة والجامعة والعمل ، نحبهم ويحبوننا، لنا جميعا ذات الحقوق وعلينا جميعا ذات الواجبات.
لم تعرف مصر التفرقة بين المسلمين والأقباط إلا فى أزمنة التردى وضعف الحكام وانحطاطهم.. فقد كانت الدولة الإسلامية فى أوج مجدها ولم يظلم فيها قبطى واحد، أما فى زمن الإخوان فالظلم طال الشعب بكامله إلا الجماعة المحظورة التى لا يهمها الشعب ولا مصر، كل ما يشغلها الكرسى، فى الرئاسة ومجلس الوزراء والبرلمان والمحليات و"أخونة" الوظائف واقنتاص جميع المغانم لصالح الجماعة، حتى لو احترقت البلد.
لطفا ورفقا بمصر.. هى أمنا جميعا، أراها تبكى الآن على الحال التى وصلنا إليها، الأخ يقتل أخاه، ويتربص به، والأم تبكى.
اللهم احفظ مصر من عبث من ليسوا إخوانا ولا مسلمين!..