رئيس التحرير
عصام كامل

اسألوا ترامب عن «جهابذة» مصر!


معركة كبيرة بدأها المنتخب الأمريكي للبيت الأبيض ترامب وهو لم يزل رئيسًا "تحت التشطيب" للجهابذة المصريين ممن صدعوا الشعب المصري بخزعبلات اقتصادية طوال 40 عامًا صدقهم فيها الطيبون والبلهاء معتقدين في خبرتهم وعلمهم..


ترامب يخوض معركة كبرى ضد شركة "تويوتا" اليابانية لشروعها في بناء مصنع في المكسيك -البلد المجاور للولايات المتحدة- لتصنيع سيارات "الكورولا" اليابانية الشهيرة.. ترامب -الرئيس تحت التشطيب- ينتفض وهو القادم لرئاسة أكبر بلد رأسمالي في العالم التي صدرت للعالم قيم المنافسة حرية التجارة وحرية عبور الأموال والأفراد والبلد صاحبة الإنتاج الوفير والصناعات القوية والتي تحسم المنافسات كلها لمصلحتها !

في بلادنا وبعد الانفتاح الاقتصادي وصناعاتنا التي بدأت اواخر الخمسينيات كانت عام 74 لم يمر عليها إلا سنوات لا تزيد على 10 أو 15 عامًا على الأكثر نمت فيها ببطء وتزايد فيها المكون المصري عامًا بعد آخر إلا أننا تركناها نهبًا للمنافسة غير المتكافئة وفي ظل بلد مستهدف من قوى لا ولن تقبل له خيرًا !

وبعد الانفتاح بسنوات وفي ظل نظام الرئيس مبارك لم تترك الأسواق المصرية للمنافسة فحسب وإنما بيعت المصانع كلها وتم إغلاقها أو تحويل أسمائها، فلا نجد النصر للسيارات ولا إيديال للثلاجات ولا كاترون وتليمصر للتليفزيونات ولا حتى منتجات حلويات الأطفال من "نادلر" أو "كورونا" التي عادت أخيرًا ولا حتى منجات المدارس مثل "ألوان الشخبطة" وأحبار وأقلام "رينز" وغيرها وغيرها وتم قتل الصناعة المصرية بعد ضربها في مقتل والحجة وقتها وما قبلها من "خبراء وإعلاميين وكتاب" أن العالم هكذا ودعكم -يا شعب مصر- من الشعارات الاشتراكية القديمة إلى آخر الأكاذيب التي صدقها بعض الطيبين من شعبنا الذي استفاق بعد أن تم بيع كل شيء تقريبًا إلا ما أنقذه الجيش مثل سيماف والصناعات المدنية في المصانع الحربية.. واستفاق الشعب أيضًا بعد أن بات نصفه مشردًا بقوانين الخصخصة!

المعركة مع "خوابير" اليمين الرأسمالي ستستمر، فبعضهم موظفون رسميون في شركات عملاقة ومنهم من هو أخطر من ذلك بكثير.. الخلاصة وقد أدركها الرئيس السيسي هي: بلد قليل الموارد ومستهدف فيجب على الدولة أن تلعب في اقتصاده ومستقبله الدور الأكبر.. من التخطيط إلى التصنيع.. خلاف ذلك لا تصدقوهم وإن لم تصدقونا فاسألوا ترامب !
الجريدة الرسمية