رئيس التحرير
عصام كامل

استنساخ ٢٥ يناير! «٣»


يخطئ من يعتقد أنه يملك زمام الجماهير بيده ويستطيع أن يحركها كما يشاء في أي وقت وليدفعها للخروج في الشوارع على غرار ما حدث في ٢٥ يناير أو ٣٠ يونيو أو قبلها في ١٨، ١٩ يناير ٧٧ وفبراير ٦٨.. فالجماهير خرجت إلى الشوارع لأنها كانت تشعر بالخوف.. تارة على أرض احتلت حتى لا تضيع وتارة أخرى على جاه سلب منهم.. وتارة ثالثة على استقرار سياسي يهدده الغموض بالضياع.. وتارة رابعة على كيان دولة مهدد بالتقويض وهوية وطنية مهددة بالضياع.


الخوف هو الذي حرك الجماهير وليس تلك الحركة أو هذه المنظمة أو هؤلاء الإعلاميون والنشطاء السياسيون.. ولم تكن مهارة من حرضوها على الخروج للشوارع حتى يتصووا أنهم إذا استعادوا هذه المهارة وكثفوا جهودهم سوف يدفعونها للخروج مجددا.. بل لعلنا نتذكر أن هؤلاء كلهم سواء في ٢٥ يناير أو ٣٠ يونيو قد فاجأهم الخروج الجماهيري بكثافة إلى الشوارع..

وأيضا لعلنا نتذكر الحيثيات البديعة التي كتبها المستشار الجليل حكيم مغير صليب لحكمه في قضية ١٨، ١٩ يناير والتي قال فيها إنه لا يمكن الادعاء بأن هناك شخصا أو شخوصا أو تنظيمات قد حركت الجماهير لتخرج في الشوارع معلنة رفضها قرارات رفع الأسعار.

ولذلك فإن الرهان على استنساخ ٢٥ يناير هو رهان خاسر.. لكن في ذات الوقت فإن الرهان على تقبل عموم المصريين لمزيد من الضغوط الاقتصادية عليهم هو رهان خاطئ أيضًا.. والرهان السليم فقط يكمن فقط في حمايتهم من الشعور بالخوف، حتى لا يستثمر من يتأمرون إقليميًا وعالميًا على بلدنا هذا الخوف.. ولن يتحقق ذلك إلا بمراجعات عاجلة للسياسات الاقتصادية، وإنجاز أكبر للعدالة الاجتماعية.
الجريدة الرسمية