رئيس التحرير
عصام كامل

استنساخ 25 يناير ! (2)


من يدرس الثورات التي حدثت في مصر سوف ينتهي في دراسته أن كل ثورة كان لها أسبابها الخاصة وظروفها التي تنفرد بها، وأيضًا أسلوبها المميز الذي يختلف عن الأخرى.. من يدرس أيضًا الانفجارات الشعبية الكبيرة والضخمة التي شهدتها مصر والتي شهدت خروجًا للجماهير إلى الشوارع سوف يجد أيضًا تنوعًا واختلافًا في الأسباب والدوافع التي حصنت الجماهير و دفعتها للخروج بكثافة في الشوارع.


مثلًا في عصرنا الحديث.. خرج الطلاب والعمال في فبراير عام ١٩٦٨ احتجاجًا على الأحكام التي صدرت ضد قادة الطيران، والأهم رفضًا للهزيمة في يونيو ١٩٦٧ والمطالبة بإصلاح الأوضاع التي أدت إليها.. وتتالى خروج الطلاب بعد ذلك للشوارع للمطالبة بالإسراع بالحرب واسترداد الأرض.. وفي ١٨، ١٩ يناير ١٩٧٧ خرجت الجماهير في شتى ربوع مصر لرفض رفع الأسعار الذي تم بشكل مفاجئ وصادم، وأيضًا خادع لها بعد أن تم تبشيرها قبلها بزيادة المرتبات وتحسين الأحوال المعيشية..

وفي ٢٥ يناير ٢٠١١ خرجت الجماهير إلى الشوارع رفضًا لتعتيم شمل مستقبل مصر السياسي، وحتى لا يفرض عليها حكما غير مقبول.. وفي ٣٠ يونيو اجتاحت الجماهير الشوارع رفضًا لحكم استبدادي فاشي ولاستعادة دولة شعروا خلال حكم الإخوان أنها سلبت منهم.

وهكذا فإن اللجوء إلى ذات التكتيك السابق لتحريك الجماهير أو لدفعها للخروج للشوارع لن يثمر في الأغلب.. وهذا يعني أن استنساخ ٢٥ يناير أمر ليس صعبًا فقط ولكنه مستحيل، خصوصًا أن هناك قطاع من الجماهير صار ينظر بشك لن يستخدم هذا التكتيك الذي استخدم قبل ٢٥ يناير ٢٠١١.. ونكمل غدًا.
الجريدة الرسمية