رئيس التحرير
عصام كامل

وطن تحكمه عقيدة القتل!


ملعون هو أي دين يدعو لذبح أبرياء الناس لمجرد أنهم مسلمون أو مسيحيون أو يهود أو حتى بلا دين! ليس الإسلام بدين القتلة والسفاحين، وليس الله بداعٍ للقتل وسفك الدماء، وكل من يتكلم باسم الله والسماوات والرسالة المحمدية، قبل أن يمرر السيف أو السكين على رقبة بنى آدم، غافل، عائش، مطمئن، ليذبحه ذبح الفرخة أو البعير، مرددًا "الله أكبر ألله أكبر" هو من الخوارج وكلب من كلاب النار، وهو على الأرض مجرم إرهابي طليق، يستحق الموت بالطريقة ذاتها بالسكين وبالسيف، ليذوق طعم الذبح بغتة وغيلة وغدرًا.. ليستشعر تمريرة نصل السكين على بشرة العنق، تمضي سريعة وهي تغرس في الشرايين والأوردة وتغوص في الدم الدافئ البريء، فيتدفق ومعه تتسلل الروح إلى عالمها في فيمتو ثانية أو أقل !


الجزار السفاح هو عادل عسلية، بياع عسلية في التاسعة والأربعين من عمره، بلطجي باسم الإسلام، ومفجرو الكنيسة البطرسية المقبوض عليهم أمس ثلاثة، نقاش وحلاق وسباك، والذي ضرب المفك وغرسه في عنق أديب مصر العالمي الراحل نجيب محفوظ قبل عشرين عامًا وأكثر، كان بياع فراخ !

ومحمد مرسي العياط نفسه وهو حاصل على الدكتوراه، لم يبلغ علمه درجة واحدة زيادة عما في وجدان وعقل هؤلاء الجهلة.. فالدين عندهم نساء وذبائح.. والله عندهم آمر بالقتل وآمر بالذبح، ومن يفعل فثوابه نساء حور واقفات بأبواب جنة الرضوان !

ماذا فعلنا بديننا؟! لطخناه بالدماء، وقال السفهاء منا هو دم يرضي الله.. شاهت الوجوه العكرة، والعقول المظلمة.. لا يغادر عقلي وذاكرتي مشهد ذبح الرجل مسالمًا، هانئًا، ومعه صديق مسلم، فإذا بالإرهابي القاتل يدنو ويخرط عنقه مرتين !

عادل عسلية ليس هو القاتل وحده.. عسلية يعتبر المجتمع كله كافرًا، بفعل الأفكار السلفية المتسلطة، وفي الإسكندرية بالذات تجد أحياء كاملة مغلقة على فكر الرجعية الدينية، والغريب أن شقيق عسلية خطيب مسجد، ولو راجعتم معلوماته في الدين ستجدها عن عن عن عن عن، إلى آخر العنعنات، حتى تصل إلى أصل شجرة الإرهاب ابن تيمية، ومن أولوا أفكاره وطوعوها لتسييس الدين.

مفرخة الإرهاب في الكتب الصفراء، وفي معلمين له بالمؤسسة الدينية المسئولة عن تقديم الوجه الصحيح للديانة الإسلامية. معظم القتلة والإرهابيين وجنود الإخوان والسلفيين هم من العوام وعوام العوام، والمتعلم منهم تعليمًا عاليًا آخره ما انحشر في ذاكرته من فتاوى القتل والتكفير واستحلال دماء ونساء وأموال الغير.

تطهير الأزهر، وكتب التراث من الخزعبلات، والترهات والمدسوس على الدين وعلى الرسول الكريم، وعلى الفطرة السوية وعلى العقل والمنطق، هي جميعها الخطوة الأولى لخلق وطن بلا عقيدة قتل.. وفي ذلك لا ينبغي لأي أحد أن ينتأ فجأة ليقول لنا إن الأزهر هو بيت الاعتدال والوسطية.. نعم ذاك هو العنوان والتاريخ، لكن ذهب التاريخ وبقي العنوان، ومشايخ ضد الدين باسم الدين، يعلمون الناس الكراهية والإقصاء! السلفيون دواعش ساكنون.. تمامًا كما كانوا قبل ٢٠١١، فلما حانت الفرصة استأسدوا وذبحوا وسحلوا.

لن تقوم لمصر قائمة ما لم يقد الأزهر بنفسه ثورة إصلاحية داخل مناهجه وتراثه، وليرجع إلى الراشدين من أئمته الراحلين والمحدثين.

بأي عقل وعقيدة هان على عسلية ذبح إنسان، لا يعرفه ولا مشكلات ولا ضغائن، إنما كل جريرته أنه مسيحي، ولقنه المفتون بالإثم أن المسيحي كافر وبائع الخمر وجب قتله.

رعب أكبر من هذا سوف يحيط بنا.. ما لم نعرف ديننا الصحيح ونقدم للعالم علمًا نافعًا لا أحكامًا نافذة بالذبح والشي والخنق.. مفردات للأسف منسوبة حاليًا إلى الإسلام.. هل قلنا جديدا؟!
احتفظوا بهذا المقال لننشره مع حادث ذبح جديد كما نفعل منذ ثلاثين عامًا !
الجريدة الرسمية