رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية ترصد معالم الفتنة الطائفية فى مصر.. قتلى وجرحى ومسيحيون فى مرمى النيران.. غياب الأمن زاد من حدة العنف أمام كاتدرائية العباسية.. ومرسى يتحمل مسئولية تصاعد حدة العنف الطائفى فى فترة حكمه

الصحف الأجنبية_صورة
الصحف الأجنبية_صورة ارشفية

اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم "الإثنين" بتطورات الأوضاع الطائفية فى مصر، واعتبرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الهجوم الذى تعرض له الأقباط فى كل من قرية الخصوص ومحيط الكاتدرائية بالعباسية يعكس كيف أن الأقباط فى مصر أصبحوا يعيشون تحت الحصار.


وأضافت أن "آلاف المسيحيين خرجوا إلى الشوارع عقب الاشتباكات ورددوا هتافات معادية للإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى، وأن المئات من المسيحيين حوصروا داخل مقر الكاتدرائية المرقسية، فى الوقت الذى وقعت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة النارية والطوب بين أقباط وسكان الحى ومهاجمين مجهولين حاولوا مهاجمة الكاتدرائية، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 84 شخصاً على الأقل".

وقالت الكاتبة البريطانية كارينا ستيوارت "إن هناك مخاوف من أن يصبح الأقباط المسيحيون فى مرمى النيران، مضيفة، فى مقال لها بجريدة الإندبدنت، أن "هناك الكثير من الحوادث التى شهدتها مصر خلال السنوات الماضية واستهدف فيها الأقباط وهم أقلية فى البلاد، وكان أبرزها حادثة ماسبيرو التى راح ضحيتها 29 شخصا، ووقعت أثناء تولى المجلس العسكرى مقاليد السلطة".

وأضافت ستيورات أن "الرئيس محمد مرسى تعهد بحماية الأقباط، ولكن البعض يرى أن الخطر الحقيقى قد يحدث إذا أحست جماعة الإخوان المسلمين بأى خطر يهددها بسبب انتشار الاحتجاجات فى البلاد بسبب تردى الوضع الاقتصادى، فستلجأ فى هذه الحال إلى إلقاء اللوم على جهة ما وقد تكون حينها الأقلية القبطية".

وذكرت جريدة بلفاست تليجراف البريطانية، أن غياب الأمن عن التواجد بصورة مكثفة أثناء تشييع جثامين ضحايا العنف الطائفى فى الخصوص ساعد على تصاعد حدة العنف بين المسلمين والمسيحيين أمام الكاتدرائية.

ونقلت الجريدة عن عماد ثابت، وهو أحد الأقباط الذين شاركوا فى تشييع الجثامين، قوله "لم يكن هناك أمن خارج الكنيسة بالصورة الكافية لتأمين حضور هذا العدد الكبير من المشاركين فى الجنازة، لقد تم احتباس كثير منا داخل مبنى الكاتدرائية، ولا أحد فى مصر يهتم بشكاوى المسيحيين من التمييز الذى يعانون منه على مدى العقود الماضية، لا أحد يريد الاعتراف بأن الأقباط يعانون من التمييز، وتعرض الأقباط للهجمات ازداد سوءاً عما كان عليه قبل عامين وتحديداً منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك".

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن مصر أصبحت على الحافة فى ظل تصاعد حدة أزمة الخصوص الطائفية، وما تبعها من أحداث طائفية جرت فى محيط الكاتدرائية بالعباسية، وذلك على خلفية تشييع جثامين أربعة مسيحيين من ضحايا حادث الخصوص، مما أدى لمقتل اثنين وإصابة العشرات.

وأضافت أن الهدوء الحذر عاد إلى العباسية حيث نشرت الشرطة قواتها خارج محيط الكاتدرائية، مضيفة أن الأقباط يشكون من تعرضهم للتمييز والتهميش، مشيرة إلى أن الاشتباكات الأخيرة بين المسلمين والأقباط تسلط الضوء على التوترات الطائفية التى تعيشها مصر منذ سنوات وأنها تكشف تصاعد حدة المعارضة الواسعة للرئيس محمد مرسى.

وذكر تقرير بثته شبكة بلومبرج الأمريكية للأخبار أن الأقباط يحملون الرئيس محمد مرسى مسئولية العنف الذى تعرضوا له فى أحداث الخصوص وفى محيط الكاتدرائية بالعباسية.

وقالت الشبكة إن "أعمال العنف الطائفى تزيد من عمق الأزمات التى تعيشها مصر على مدى الشهور الماضية، والتى دفعت بها إلى الفوضى، كما أنها تزيد من حجم الانتقادات الموجهة إلى الرئيس مرسى بسبب تصاعد حالة الإحباط التى تجتاح مصر منذ الانتخابات الرئاسية التى جرت فى يونيو الماضى، حيث يتعرض مرسى لانتقادات حادة بسبب عدم الاستقرار السياسى وتوقف عجلة الاقتصاد المتوقفة، مروراً بصراعه مع القضاة وانتهاءً بإضراب السكك الحديدية، والذى أصاب حركة المواصلات فى البلد بالشلل".

وأشارت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إلى أن المواجهات بين المسيحيين والمسلمين زادت منذ الإطاحة بالنظام السابق لحسنى مبارك، مضيفة أن "النظام الحالى أعطى حرية أكبر للإسلاميين المتشددين التى قمعت فى ظل نظام مبارك، فضلاً عن أن الرئيس محمد مرسى الحالى ينحدر من جماعة إسلامية ووعد بحماية حقوق الأقباط التى تشكل 10% من نسبة سكان مصر، ولكن اشتكى المسيحيون من الهجمات على الكنائس من قبل المتطرفين الإسلاميين وتهميش المسيحيين منذ عقود طويلة فى أماكن العمل وفى القانون.

وقالت الجريدة إنه "على الرغم من إدانة مكتب الرئيس مرسى أحداث العنف التى حدثت إلا أن المسيحيين طالبوا برحيل مرسى وحلفائه، وهتفوا بأن دم المسيحيين ليس رخيصا".
الجريدة الرسمية