نصائح لحماية ذاكرتك من النسيان

يواجه الكثير من الطلاب خلال فترة الامتحانات، مشكلة صعوبة استعادة المعلومات "النسيان"، ما يسبب انخفاض درجاتهم في الامتحانات.

نشرت مؤسسة Ted Ed المهتمة بتبسيط العلوم، فيديو توضيحيا عن أسباب النسيان، تبدأ عملية تخزين المعلومات عندما يجرب الشخص شيئا ما مثل الاتصال بأحد الأشخاص، فإن هذه التجربة تتحول إلى نبضة من الطاقة الكهربية تنتقل بسرعة داخل الشبكة من الخلايا العصبية.

يخزن المخ المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى؛ حيث تكون متاحة للاسترجاع من أي مكان في بضع ثوان، ثم يتم نقلها إلى الذاكرة طويلة المدى عبر منطقة الحصين الهيبوكامبس hippocampus، يتم نقلها إلى عدة مناطق التخزين في جميع أنحاء الدماغ، تتواصل الخلايا العصبية في جميع أنحاء الدماغ في مواقع مخصصة، وهي نقاط الاشتباك العصبي باستخدام الناقلات العصبية المتخصصة.

ترتبط قوة الذاكرة بمدى تواصل بين الخلايا العصبية، إذا ما تواصلت اثنتان من الخلايا العصبية مرارا وتَكرارا فإنها ينتج عنها تزايد كفاءة الاتصالات بينهما وتسمى هذه العملية مكمن طويل المدى long term potentiation وهي العملية التي يتم فيها تخزين الذكريات على المدى الطويل.

يعد التقدم في العمر أحد أسباب النسيان؛ لأنه كلما تقدمنا بالعمر كلما قل الترابط والاشتباك العصبي بين الخلايا، وجد العلماء العديد من النظريات حول السبب الكامن وراء هذا النسيان منها انكماش في حجم المخ، تفقد منطقة الحصين "منطقة الذكريات" نحو 5% من خلاياها العصبية كل 10 سنوات، يخسر الشخص 20% من خلايا الذاكرة مع بلوغه سن الثمانين. 

وتعد أحد أسباب النسيان انخفاض في إنتاج الناقلات العصبية مثل استيل كولين وهو المسئول عن التعلم والذاكرة بالإضافة إلى مشكلة الإجهاد المزمن chronic stress، وتحدث هذه الحالة عندما يرهق الشخص نفسه باستمرار العمل والمسئوليات الشخصية ولذلك يكون الجسد على أهبة الاستعداد، فتطور هذه الاستجابة من الآلية الفيزيولوجية التي صممت لبقائنا على قيد الحياة في فترة الأزمات.

ينتج عن الإجهاد مواد كيميائية تعمل على حشد الطاقة وزيادة اليقظة ما يؤثر على خلايا الدماغ ويسبب عدم القدرة على تشكيل خلايا أخرى جديدة ما يؤثر على قدرتنا في الاحتفاظ بالمعلومات.

يعد الاكتئاب depression مسببا آخر للنسيان، يعد الأشخاص المصابين بالاكتئاب هم أكثر عرضة لمشكلات الذاكرة بنسبة 40 % وهذا ما يجعل الأفراد المصابين بالاكتئاب أقل اهتماما بالمعلومات الجديدة بالإضافة انخفاض نسبة إنتاج هرمون السيروتونين هرمون السعادة، وهو ناقل عصبي ما يسبب زيادة النسيان.

تنصح المؤسسة بترميز الذكريات والموضوعات لتسهيل تذكرها، وينصح أيضا بعدم الخوض في الأحداث المؤلمة في الماضي؛ لأنه عرض آخر للاكتئاب، ويصعب معه الالتفات إلى الحاضر ما يؤثر على قدرتنا في تخزين الذكريات على المدى القصير.

تنصح المؤسسة أيضا بممارسة نشاط البدني والذي سيحقق تدفق الدم إلى الدماغ ويحسن عملية التذكر، ويجب تناول الطعام بشكل جيد؛ لأن الجسم بحاجة إلى جميع العناصر الغذائية ليعمل بشكل صحيح، يجب تدريب قدرات العقل الذهنية بوضع الدماغ في تحدٍ أمام تعلم الجديد.

أكدت المؤسسة على أن التفاعل الاجتماعي يدرب القدرات الذهنية للدماغ، بالإضافة إلى ضرورة الابتعاد عن العزلة؛ لأنها ترتبط بالاكتئاب وهي لص آخر يسرق الذكريات، وقد وجدت دراسة أجرتها كلية هارفارد للصحة العامة أن المسنين ممن لديهم مستويات عالية من التواصل الاجتماعي احتفظوا بذاكرتهم لمدة أطول.