انسحاب الجيش السورى من مرتفعات الجولان يثير المخاوف الإسرائيلية.. الجارديان: الخطوة تزيد من خطر تدخل إسرائيل فى الصراع السورى.. والمعارضة السورية تستعد لملء فراغ قوات "الأسد"
أفادت صحيفة "الجارديان" البريطانية بأن الحكومة السورية سحبت جزءا كبيرا من قواتها المنتشرة فى الجولان على الخط الفاصل مع إسرائيل، الأمر الذى يثير التكهنات بشأن مصير قوات حفظ السلام الدولية هناك من الناحية الإستراتيجية.
وأضافت الصحيفة البريطانية، فى تقريرين منفصلين، أوردتهما على موقعها الإلكترونى اليوم الإثنين، أن هذه الخطوة تزيد خطر تدخل إسرائيل فى الصراع السورى أيضا.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين وصفهم انسحاب القوات السورية المقاتلة من الجولان بأنها من الخطوات الكبرى التى حدثت خلال 40 عاما".. لافتة إلى أن القوات التى انسحبت سيعاد انتشارها فى العاصمة السورية دمشق لمواجهة المعارضة.
وأوضحت الصحيفة أن قوات المعارضة تحركت لملء الفراغ الذى خلفه الجيش السورى فى الجولان، وهو ما يثير قلق إسرائيل التى أعربت عن مخاوفها من استغلال الجهاديين للوضع فى شن هجمات على الأراضى التى تسيطر عليها.
ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسى غربى قوله "إن المخاطر الناجمة عن اتخاذ إسرائيل خطوات تجاه تأمين الجولان ستكون هائلة.. مضيفا "أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تلقى معارضة شديدة من قبل المجتمع الدولى، الأمر الذى قد يجر إسرائيل إلى ما وصفه بالمستنقع العسكرى."
وحذرت الصحيفة من أنه وفى الوقت ذاته، قد تجد قوات حفظ السلام الدولية فى الجولان نفسها هدفا ضعيفا معرضا للمخاطر بعد انسحاب القوات السورية، الأمر الذى قد يدفع الدول المشاركة فى هذه القوات لإعادة التفكير بشأن نشر قواتها وبخاصة القوات النمساوية التى تشارك بأكبر عدد من الجنود.
وأردفت الصحيفة تقول "كما أن انسحاب القوات الكرواتية فى فبراير الماضى من منطقة الجولان؛ أضاف المزيد من العبء على القوات النمساوية للبقاء."
ونقلت عن باروخ شبيجل، وهو قائد سابق لوحدة الاتصال بالجيش الإسرائيلى والمسئول عن العلاقات مع قوات حفظ السلام، قوله "إن أى انهيار فعلى للقوة يجب أن يتم التعاطى معه بحذر شديد.. مضيفا بأنه "إذا كانت الأمم المتحدة غير قادرة على أداء مهمتها، فإن ذلك سيكون بمثابة معضلة كبيرة، ينبغى أن يتم التعامل معها بمسئولية شديدة".
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتشاور مع الدول المشاركة فى قوات حفظ السلام، ومع مقر الأمم المتحدة فى نيويورك، فى محاولة لوقف نزيف المزيد من الدماء لأى من قوات حفظ السلام، وذلك وفقا لمسئول كبير.
ومع ذلك، نوهت الصحيفة إلى أن إسرائيل تستعد للتعامل مع تدهور الأمن على حدودها الشمالية، ونقلت عن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قوله مؤخرا ، على صفحته على موقع الفيس بوك: "إن سوريا تتفكك وترسانتها من الأسلحة المتطورة تقع فى أيدى العناصر المختلفة".. محذرا من أن أكبر المخاطر يتمثل فى سقوط ترسانتها من الأسلحة الكيماوية فى أيدى المنظمات الإرهابية."
وأكد على أن انتشار عناصر الجهاد العالمية على الحدود الإسرائيلية فى مرتفعات الجولان إنما يشكل تحديا كبيرا للقوات الإسرائيلية، كما أكد أن الحكومة الإسرائيلية تراقب الوضع عن كثب وعلى استعداد للرد وفقا لذلك.