رئيس التحرير
عصام كامل

استنساخ 25 يناير ! (1)


هذا أمل يراود البعض.. وهذا أيضا هاجس يطارد البعض الآخر، وبعيدا عن الجدل التاريخى حول الرأى الذي يقول إن التاريخ لا يكرر نفسه، وإنه إذا كرر نفسه سوف يحول الملهاة إلى مأساة، فإن مناقشة هذا الأمر بموضوعية، وبعيدا عن الأمانى أو المخاوف تقتضى أن نحدد أسباب ما حدث في 25 يناير 2011، لنعرف هل هي تتوفر الآن أم هي غير متوفرة؟!.


رغم قناعتى بتعدد أسباب الانفجار الشعبى الذي شهدته مصر في 25 يناير 2011، وأنها جمعت ما بين الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلا أننى اعتقد تجاوزا أن السبب الرئيسى كان هو غموض المستقبل السياسي للبلاد، في ظل دعوات متزايدة لتوريث الحكم، وفى ظل أيضا معلومات متواترة حول عزوف الرئيس الأسبق مبارك عن الحكم، وتزايد اعتماده على ابنه جمال في إدارة شئون البلاد، خاصة الاقتصادية.. وهذا الغموض هو الذي أثار القلق والانزعاج، وعندما تقلق وتنزعج الطبقة المتوسطة تتحرك معبرة عن قلقها وانزعاجها، وهو ماحدث في 25 يناير، وجاءت المواجهة الفاشلة للنظام لما حدث لتزيد الأمر اشتعالا، ولتدفع الرئيس الأسبق إلى التنحى عن الحكم.

وهذا السبب تحديدا لا يتوفر الآن.. فنحن نعرف جميعا أن الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسي في الحكم حتى نهاية فترته الرئاسية، ولن يستمر في منصبه إلا لفترة رئاسية ثانية إذا قرر خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2018.. أما بعد ذلك فإن الانتخابات وحدها هي التي ستقرر من يتولى رئاسة مصر.. فلا غموض اذن بالنسبة للمستقبل السياسى للبلاد..
ونكمل غدا
الجريدة الرسمية