تصريحات المسئولين «مسكنات» لغضب الشعب.. شريف إسماعيل: استقرار سعر الصرف خلال 3 أشهر.. طارق عامر: اختفاء السوق السوداء قريبا.. وخبراء اقتصاد: يعيشون في جزر منعزلة.. وأزمات المواطن تتصاعد
في تصريحات تدعو للتفاؤل يخرج علينا المسئولون بالحكومة من آن لآخر، لطمأنة الشعب، بأن الاستقرار الاقتصادي سيحدث قريبا، رغم تعدد أزمات المواطن، من رفع الأسعار وتدني الرواتب وغيرها.
وتستعرض «فيتو» في التقرير التالي توقعات الخبراء حول الوضع الاقتصادي المصري في الفترة المقبلة، إذ أكدوا أن هذه التصريحات بمثابة «مسكنات» لا فائدة منها، وأن الأفضل هو العمل الجاد للوصول إلى المؤشرات الأولية التي تعطينا الأمل بعودة قوية للاقتصاد المصري.
«3 أشهر»
قال المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، أول أمس الإثنين: إن المرحلة الحالية شهدت تغيرات كثيرة نتيجة عدم استقرار سعر الصرف، لكن من المتوقع أن تستقر الأسواق خلال 3 أشهر مع استقرار سعر الصرف، مشيرا إلى أن التصنيف الائتماني لمصر حاليا مستقر، وهو أمر إيجابي ونأمل أن يتحسن الموقف في المرحلة المقبلة.
«البنوك ركبت السوق»
وفي تصريح وردي آخر، قال محافظ البنك المركزي طارق عامر، أمس الثلاثاء: "الآن السوق ستضبط نفسها بنفسها وتستقر خلال الفترة القريبة المقبلة"، مضيفًا "رغم عودة السوق السوداء إلا أن الاستحواذ الحقيقي على السوق أصبح من نصيب البنوك، البنوك ركبت السوق خلاص.. منافسة السوق السوداء محدودة جدا".
وتابع: "الفروق في سعر الدولار فيما بين أسعار البنوك والسوق السوداء محدودة جدا ولا تتعدى قروشا".
الأمن الغذائي
ويرى الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادي، أن هذه التصريحات الوردية للمسئولين لا تمت بصلة للشارع المصري الذي يشهد اختفاء السلع بالكامل مثل السكر والزيت والأدوية والملابس أيضا، بالإضافة إلى استمرار سيطرة السوق السوداء، مضيفًا: "أشعر أنهم لا يتحدثون عن مصر". وأضاف «النحاس»، أن عجلة الإنتاج متوقفة، مشيرًا إلى هناك فجوة كبيرة بين تصريحات المسئولين وما يجري في الواقع، مطالبًا بضرورة نزولهم إلى الشارع لكي يدركوا المعاناة التي يعيشها المواطن.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن عام 2017، بمثابة «حياة أو موت»، لذلك نحن ليس في حاجة إلى الاستثمارات والمشروعات العملاقة، بقدر ما نحتاج إلى تأمين «الأمن الغذائي»، وذلك يتحقق من خلال دعم الفلاح.
وتابع أنه على الدولة زيادة الاهتمام بزراعة الـ8 ملايين فدان، تحت إشراف وزارة الزراعة، من خلال تطهير المصارف لتوفير مياه صحية وبالتعاون مع المراكز البحثية لإنتاج تقاوي جيدة، موضحا أنه بذلك نضمن دوران عجلة الإنتاج من جديد.
جني الثمار
ومن جانبه، قال الدكتور صلاح الدين فهمي، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر: إن هذه التصريحات صعبة التحقيق، وللحد منها يجب تسجيل هذا الكلام للمسئولين ومحاسبتهم عليه.
وأضاف «فهمي»، أنه لايمكن قبل عام ونصف العام أن تكون هناك بوادر لتحسن الاقتصاد، والآن دورنا أن نرمي البذور ونعلم أننا لن نجني الثمار سريعًا، حتى لا يصاب الناس بالتخبط والإحباط.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن تحسن الأحوال يكون بالعمل على عودة قوية للسياحة ورفع جودة المنتجات وزيادة الصادرات وتحسين الخدمات والاهتمام بالتعليم، مشيرًا إلى وجود تحسن ملحوظ في قطاعي الكهرباء والطرق.