رئيس التحرير
عصام كامل

تهديد جديد يحاصر سد النهضة.. حجم الخزان الكبير عثرة في إتمام البناء.. ومياه النيل الأزرق لا تفي بالغرض.. تقرير دولي يكشف حجم الضرر على مصر.. و«القوصي»: أديس أبابا تمضي في طريقها


«كبير وضخم» كلمتان لخص بهما رئيس وزراء إثيوبيا الراحل «زيناوي» حين سُئل عن ماذا يريد من سد النهضة وما هي مقاييسه.

ذلك الجواب لم يكن يخفي نية «زيناوي» إنه يريد أن يكون سد النهضة هو سد تخزين مياه، ما يعني التأثير على دولتي المصب «مصر والسودان»


74 مليار متر مكعب كان هو حجم المياه الذي اختاره «زيناوي» للسد على أن تأتي تلك المياه من تدفقات المياه في النيل الأزرق وذلك لتوليد طاقة كهربائية قدرها 6 آلاف ميجا وات يمكن من خلالها أن تكون أديس أبابا عاصمة مصدرة للكهرباء.

بداية البناء دون أي دراسة فنية والخلافات بين إثيوبيا من جهة ومصر والسودان من جهة أخرى دفع العديد من المنظمات المائية لدراسة تأثير السد وكان أشهر تلك الدراسات ما أعلنه عدد من المكاتب النرويجية المتخصصة في شئون السدود والتي أشارت إلى أنه يمكن إنتاج تلك الطاقة من سد قدرته الاستيعابية للمياه 14 مليار متر مكعب فقط.

تلك النصائح لم تجد أي جدوى لدى الحكومة الإثيوبية ورئيس وزرائها الحالي «ديسالين» الذي استمر في مشروع السد باعتباره قطار التنمية، متجاهلًا بذلك حقائق علمية قد تكون سببا في انهيار المشروع العملاق.

مجلة «آي. آي سبيكتروم» الدولية والمهتمة بأخبار التكنولوجيا تكشف في تقرير نشرته مؤخرًا أن إثيوبيا بالغت في حجم خزان «السد» في ظل عدم قدرة النيل الأزرق أن يفي بتلك الكمية بشكل منتظم وهو ما يعني تهديد مباشر للسد.

النيل الأزرق
ويقول «أسفاو بيين» أستاذ الميكانيكا الهندسية بجامعة «سان دييجو» بالولايات المتحدة الأمريكية إن النيل الأزرق ليس من الأنهار الكبيرة ولا ضمن قائمة أكبر 100 نهر من حيث تدفق المياه وهو ما يعني خطرا حقيقيا.

«بيين» أضاف في نفس التقرير أن المعدل المتوسط لإنتاج السد من الكهرباء هو 2000 وات، مشيرًا إلى أن التوصيات قبل إنشاء سد النهضة كان بناء سد لا يتجاوز حجم تخزينه 15 مليار متر مكعب سنويًا من أجل إنتاج تلك الطاقة.

الجفاف
مشكلة أخرى يواجهها سد النهضة فيما يخص تلك الكمية من المياه وهو الجفاف الذي تتعرض له المنطقة المقام فيها سد النهضة بين حين وآخر مثل ما حدث العام الماضي وهو ما يجعل ملء الخزان بطيئًا للغاية.

التأثير على مصر
التقرير أشار ايضًا إلى أن استمرار العمل في هذا السد والاعتماد على «النيل الأزرق» أكبر روافد نهر النيل هو أمر سيؤثر على مصر والسودان التي تعتمد على هذا الرافد في توليد الكهرباء من خلال سدود «سنار والروصيرس» في السودان أو «السد العالي» في مصر.

واقترح التقرير أن يكون هناك إدارة مباشرة من الدول الثلاث «مصر – السودان – إثيوبيا» لسد النهضة لتفادي أي ضرر بين البلدين.

الأمطار
الدكتور ضياء القوصي يعلق على هذا التقرير بالإشارة إلى أن أديس أبابا تعرف جيدًا تأثير حجز تلك الكمية الكبيرة من المياه على مصر والسودان ومضت في البناء، مستبعدًا أن يكون هناك قبول إثيوبي بالإدارة المشتركة.

«القوصي» أضاف في تصريحات خاصة لـ«فيتو» أن الإشكالية التي طرحها هذا التقرير قائمة وإن كانت الأمطار الغزيرة يمكنها حل تلك المشكلة في بعض الأوقات.
الجريدة الرسمية