رئيس التحرير
عصام كامل

عام جديد.. وطموحات أكثر


مع تباشير عام جديد نرفع أكف الضراعة أن يكون هذا العام أفضل من سابقه وأن يكون عام خير وسعادة على مصر والمصريين، وأن نحقق فيه كل شيء نتمناه، ولكن بالطبع لن يتحقق شيء قبل أن نتخلص من تلال الفساد التي تعشش في كل مكان.. في كل وزارة وهيئة ومصلحة حكومية لأنه من وجهة نظري لن يتحقق شيء في كل خطط التنمية قبل أن نتخلص من الفساد والمفسدين وأن يعلن رئيس الدولة أن 2017 هو عام الحرب على الفساد.. وقتها ستبدأ الدولة تشتم أنفاسها وتستعيد بريقها لأننا لسنا أقل من دول كثيرة كانت على حافة الإفلاس ولكنها استيقظت وأصبحت في مصاف الدول الكبرى خلال سنوات قليلة وأبرز مثال حي على ذلك هي دولة البرازيل.


وأنا هنا أعني أن تبدأ الحرب من القاع وليس مجرد ضبط حوت أو عدة حيتان ولكن نبدأ من المصالح والهيئات الحكومية وصغار الموظفين والقضاء على ظاهرة (الشاي.. الحلاوة.. الإكرامية... التبس)؛ لأنها فقدت معناها وأصبحت إجبارية وإذا ذهبت إلى أي محطة وقود لتموين السيارة تجد العامل يتفنن في أن تكون قراءة العداد رقما ليس صحيحًا حتى تقول له (خلي الباقي علشانك)، والموظف الصغير في مكتبه ينتظر فعلا وإذ لم تحرك نفسك فلن تنقضي المصلحة بل الأكثر من ذلك أن كل مصلحة يتولاها شخص أو شخصان يتوليان لم الإتاوة ثم الآخرون الذين يفرضون إتاوة على الشوارع..

إذا أردت أن تركن سيارتك في شارع ملك الدولة يظهر لك شخص من تحت الأرض نصب نفسه مالكًا للشارع وإذا لم تعطه المعلوم فانتظر مفاجآت من نوعية تفريغ هواء العجل أو جرح السيارة بمسمار صغير أو أو... الحقيقة أنه لابد أن يفعل القانون على الصغير قبل الكبير إذا كنا فعلا جادين وعكس ذلك فليس له إلا معنى واحد فقط وهو أننا سنظل نعيش في التيه سنوات وسنوات..

الواقع أن مصر تمر بظروف لم نعهدها حتى في أحلك الظروف أو حتى أيام نكسة 67 لأن ما حدث في السنوات الخمس الماضية كان كفيلا بالقضاء على كل شيء لولا لطف الله وأعتقد أن القضاء على الفساد يحتاج إلى رجال مخلصين وعزيمة وإرادة قوية وكلها أمور متوافرة في مصر ولكن فقط تنتظر ساعة الانطلاق.. وفي النهاية عام سعيد على الجميع. 
الجريدة الرسمية