رئيس التحرير
عصام كامل

«الرقابة الإدارية» سيف الشعب وفي حمايته!


النتيجة الأولى وربما الأخيرة من حملة الهجوم على هيئة "الرقابة الإدارية" أمس، هي أنها أوجعت اللصوص في الداخل وعملاء الخارج على السواء.. وأن الحلف بين هؤلاء وأولئك ممتد ومتصل وأن الحلف المشبوه صنع على أيادٍ وأنه موجه ضد مصر الأول ينخر كالسوس في الجسد المصري ليتآكل، ويصبح هشا ضعيفا والآخر ينفذ تعليمات الخارج بإرباك كل شيء في بلادنا وهذا يبدأ أولا بالتشكيك في كل شيء وتشويه أي شيء حتى لو كان تاريخا مجيدا لبلادنا ناله ما ناله من التزييف والتزوير حتى إن أجيالا جديدة كاملة عبثوا في وعيها ففقدت الثقة في القديم والجديد فصارت طيعة لدعاوى شريرة آن الأوان لفضحها والتصدي لها ولأصحابها!


وككل مسئول ناجح ويؤدي واجباته على أكمل وجه وككل مؤسسة مهمة تلعب دورًا في حماية مصر وشعبها جاء الدور على الرقابة الإدارية.. لكن هيهات.. فحملة الدعم الشعبي أمس غير مسبوقة وستتصاعد إلى حدود غير مسبوقة فقد انكشفت الألعاب والحيل وبات الشعب يعرف مصالحه إلا من شذ عنه ووضع أصابعه في أذنه وكفيه على عينيه و"حذاء" في رأسه ولا يريد أن يفهم أو يرى أو يسمع!

على كل حال.. الفساد نما وكبر و"ترعرع" على أرض مصر عبر 40 عامًا من الفساد كأولى نتائج الانفتاح الاقتصادي وانطلق بسرعة الصاروخ يجرف أمامه كل شيء وأولها القيم التي تبدلت من العمل واجب وحياة وأن السمعة معيار تقييم الأفراد والأسر وأن الكفاءة هي معيار الترقي وأن العلم والوضع الاجتماعي الطيب هو معيار الاعتبار إلا أنها كلها تحولت إلى "اللي تغلب به العب به" و"اللي مش هيغني في عهدي مش هيغني" و"معاك قرش تسوي قرش"، وتحول التكاتف المجتمعي في مصر إلى صراع وصار اللصوص وتجار الممنوعات هم نجوم المجتمع، وحتى السينما سجلت التحولات فكانت أفلام "أهل القمة" و"آخر الرجال المحترمين" و"الكداب" و"حب في الزنزانة" و"الغول" و"الجوع" وغيرها وغيرها وغيرها..

اليوم تفتح الملفات وتعود حقوق الناس.. والمعركة كبيرة وشرسة وخصوصا أن المجرمين اعتادوا على العمل بغير مطاردة من أحد ولم يكن يسقط إلا من اختلف مع اللصوص الكبار.. اليوم تحتاج المعركة مع الفساد إلى التفاف الجميع حول الهدف.. وحول من ينوب عن الشعب في المعركة.. والبشائر تقول إنه سيحدث..

أما أولئك ممن يدعمون حتى اليوم أنظمة سابقة فاسدة تربى الفساد على يديها فلهم منا وقفات ووقفات.. ولن ينقذهم اعتمادهم على صبية متخلفين عقليا وثقافيا وعلميا.. آن الأوان لإعلان الحرب على الجميع.. من يسرق.. ومن يدعم من يسرق.. ومن يطلق قذائف الدخان ليدعم من يدعم من يسرق.. ولكي يسرق من يسرق تحت جنح الدخان الكثيف.. ادخلوها معركة كبيرة.. لأنها كبيرة بالفعل!

الجريدة الرسمية