رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة 26


مثل مُتظاهرو أحداث نكسة يناير وفبراير 2011، كل ما يمثله الإخوان من ثقافة أحقاد وتفرقة بين المصريين، حتى إنه يصعب على أن أرى ميدان التحرير إلا كحلقة واحدة، لا أُفرق فيه بين إخوان وثوار!!


فجميعهم مثلوا ثقافة متطرفة لا تمثل البناء المغروس فى مصر المُعتدلة، ولكنما تطرفاً غريباً لا يُمثل إلا مصالح بعيدة عن بلادي. لقد خرج المتلونون ممن شعر بأن الدفة تميل لصالح فئة جديدة فى البلاد، يعلنون انضمامهم لهم، تماماً مثل الكثير من المنافقين الذين أعلنوا إيمانهم بمحمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، حينما وضح لهم أن من سيسيطر على تجارة الشام سيكون من المُسلمين، بعد أن ذهب ريح الكُفار!!

لم يكن إيماناً بثورة، غابت من الأساس، ولكن إيماناً بمصالح ذاتية ونفاقاً للوطن، وأعرف الكثير من الفاسدين ممن ملأ ذاك الميدان، والذين قطعوا علاقتهم بي، لأننى كنت صادقاً مع نفسى من البداية فرفضت كل هذا العبث. وأحمد الله اليوم أنهم فعلوا، لأن الإنسان لا يعرف غيره إلا فى تلك اللحظات، من كشف الجُهلاء الذين لا يعرفون وطناً أو ديناً وإنما مصالحهم فقط!!

فلا أحد يحدثنى عن مصلحة وطنية خرجت عن الميدان، بينما كانت تُفرق بين مصرى ومصرى على أساس مُسميات ما أنزل الله بها من سُلطان. أطلقوا على كل من لا يؤمن بنكستهم التى استباحت مصر "فلولاً"، وأنه منتفع من النظام السابق، ولم يفكروا للحظة، أنهم بما يقومون به من نشر لثقافة التفريق بين المصريين، إنما ينشرون ثقافة إخوانية، تريد للوطن الوهن والضعف، وللأعداء أن ينهشوا وينالوا منه!!

لم يكن يملأ الميدان من غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولكن الكثير ممن يريدون أن يغسلوا أيديهم من جهلٍ شديدٍ ببلادهم.

لقد مارسوا زيفاً شديداً وكان "الفوتوشوب" الذى نشروه ودافعوا عنه، من أكبر أكاذيبهم، ولا يمكن لزيفٍ أن يُصلح وطناً، مهما كان!!! كانوا يستهدفون ضمير الأمة وكانت أفعالهم تحُض على التشويه!!

كانوا يكذبون ثم يدعون أنهم وطنيون يريدون الخير لمصر، تماماً مثلما يكذب العياط اليوم مع الشاطر وكل الإخوان، ثم يدعون صلاحهم لأنهم يحملون لحاهم قناعاً!!! كانوا يتنكرون فى زى الزيف والإفك والضلال، بينما كانوا ولا يزالوا فارغى المحتوى، يعملون لمصالح كل من يستعدى مصر، ولذا كان التأييد بالطبع من كل الأعداء، بينما هم يفخرون بمن يؤيدهم من هنا وهناك فى بلاهة كنت أظنها نادرة، ولكنها ليست كذلك فيمن لم يقرأ عن بلاده ولم يعرفها يوماً إلا شكلاً مثل حجاب ترتديه من وضعت زينة تزيد عن حاجة مُهرج فى سيرك يستهدف إضحاك الناس!!

لا .. لم تتوفر المصلحة الوطنية فى الميدان على الإطلاق، وكان الجميع يتخذ من ثقافة "الشكل" التى ملأت البلاد، ساتراً، وكأن المسألة كلها حقيقية حينما قال عمرو بن العاص: "نيلها ذهب ونساؤها لعب ورجالها مع من غلب" وقد ظنوا أن مصر استسلمت لهذا العبث .. ولكن قلب مصر ينبض بالحق، و"من غلب" لم يظهر بعد، .. لأن معارك الحق، لا تنجلى نتيجتها فى لحظات ولكن عبر تاريخ البشرية، وأهرامات مصر شاهدة وأديان بلادى خالدة سواءً إسلاماً حقاً أو مسيحية، لا يعرف كذباً أو رياءً وإنما عدلاً وتسامحاً وحقيقةً ومحبة!!

لم تكن هناك مصلحة وطنية نابعة عن ميدان التحرير وإنما فساد مكن الإخوان من اعتلاء عرش مصر، .. ولكن قريباً جداً سيتركوه لتضحك مصر ضحكتها التاريخية، مرة أخرى!!
لا .. لن تسقط مصر!!
وللحديث بقية ..

والله أكبر والعزة لبلادي،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية

الجريدة الرسمية