البرلمان يكشف آخر تطورات سد النهضة.. الجندي: علاقتنا مع إثيوبيا «لا ضرر ولا ضرار».. كمال أحمد: زيارات قطر والسعودية لأفريقيا «كيد نسا».. عبد القوى: نريد قرارًا حاسمًا
جلسة ساخنة للجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب لبحث ملف مياه النيل، والعلاقات المصرية الإثيوبية، وكشفت اللجنة عن آراء النواب في الأزمة، وحقيقة الاستثمارات المصرية في إثيوبيا، وما يمكن استخدامه سياسيًا، للحفاظ على الحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل.
مصالح متبادلة
بداية، قال مصطفى الجندي، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، إن «علاقتنا مع إثيوبيا تقوم على مبدأ لا ضرر ولا ضرار»، مشيرًا إلى أنه إذا كانت إثيوبيا تبحث عن حقها في الكهرباء والتنمية، فمصر تبحث كذلك عن حقها في المياه.
ونفى خلال اجتماع اللجنة، وجود تمويل مباشر لبناء سد النهضة، مشيرًا إلى أن الزيارة التي جمعته و3 رؤساء لجان نوعية مع السفير سامح شكري وزير الخارجية، تناولت السياسة الخارجية لمصر.
وتابع الجندي: وزير الخارجية أكد وجود توجهات مصرية للاهتمام بأفريقيا والنظر إليها نظرة مصالح ومسئوليات وليس أمن قومي فقط.
وأضاف: «مصر فعلت كل ما يمكن للإبقاء على العلاقة التاريخية مع إثيوبيا، كما أن الرئيس السيسي ذهب إلى أديس أبابا وتحدث للبرلمان هناك، وأكد أن مصر ليست ضد التنمية وليست ضد وجود كهرباء في إثيوبيا، لكنها لا تملك إلا مصدرا وحيدا للمياه وحصتها لا تكفي، فنصيبها ٥٥ مليار متر مكعب وهي بذلك تحت حد الفقر المائي بالنصف».
سر الزيارات الخليجية
وأوضح رئيس لجنة الشئون الأفريقية، أن مصر لديها استثمارات في إثيوبيا بقيمة مليار و٢٠٠ مليون دولار، موضحًا أن زيارات المسئولين القطريين والسعوديين لإثيوبيا، لا تعني أنها تهدف لتمويل سد النهضة، مؤكدًا أن هناك علاقات بين قطر والسعودية وإثيوبيا في قطاعات الزراعة والصناعة.
بدوره، أكد كمال أحمد، عضو مجلس النواب، أن عودة العلاقات مع أفريقيا لن تتم بشكل حماسي، وإنما يجب أن تتم بشكل علمي، قائلا: «سد النهضة أصبح أمرًا واقعًا، والخطر القادم لم يبدأ بعد؛ لأن الخطر الحقيقي، ليس في بناء السد، وإنما في تقليل حجم المياه».
وقال في كلمته خلال اجتماع لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب: «كان عندنا كنز رجال الأعمال والسياسة من سن الأربعين وحتى السبعين، ممن تعلموا في الأزهر وفي كليات الطب والهندسة، وهذا الكنز ضيعناه»، موضحًا أن نيلسون مانديلا، حينما جاء في زيارة لمصر، طالب بزيارة ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
البحث عن بديل
ولفت إلى أن مصر لم تستفد من المصالح بينها وبين أفريقيا، ومنها شركة النصر للتصدير والاستيراد، وكانت تتعامل مع جميع الدول الأفريقية، قائلا: «كل هذه الموارد فقدناها في أفريقيا، وأصبحنا من غير رجلين في أفريقيا».
وأشار إلى أن حل الأزمة يجب أن يتم من خلال التفاوض، والبحث عن بديل، من خلال نهر الكونغو، والاستفادة من المياه المالحة في التحلية وتحويلها لمياه يمكن استخدامها.
ووصف النائب ما تقوم به قطر والسعودية في إثيوبيا بـ «كيد النسا»، مشيرًا إلى أن مصر تدافع عن المبدأ وليس عن طريق الوكالة.
وتابع: «إحنا ندافع عن الكعبة في السعودية، ولكن لا ندخل في حرب مفتعلة مع السعودية علشان الشيعة، وتوريط القوات المسلحة المصرية التي تواجه العديد من الصعوبات في المرحلة الراهنة».
هجوم غير متوقع
من ناحية أخرى، هاجم صابر عبد القوى، عضو مجلس النواب عدم الاهتمام بمياه النيل قائلًا: «لو أنا مكان إثيوبيا وشفت اللى بيحصل في النيل، أقسم بالله لأقطع المياه بشكل كامل عن مصر».
وأشار إلى أن مصر بالكامل تصرف في نهر النيل، ولا يوجد أي رقابة في هذا الشأن، قائلًا: «اللي بيدي حد 5 جنيه صدقة ويلاقيه بيدخن بيحرم يديله تاني، وما بالك باللي بنعمله احنا في نهر النيل».
وأكد النائب أن إصلاح علاقاتنا مع الدول الأفريقية يجب أن يتم دون النظر إلى مشكلات دول أخرى، قائلًا: «إيه اللي يهمنا إذا كانت السعودية ليها دور أو قطر ليها دور، المهم يكون فيه قرار حاسم للحد من استمرار الأزمات».