رئيس التحرير
عصام كامل

يحنس كاما.. القديس «البتولي» جار العذراء «بروفايل»


يحتفل دير العذراء والقديس يحنس كاما الشهير بـ«السريان»، بعيد شفيع الدير، ووسط تراتيل الرهبان وصلواتهم في وادى النطرون بعيدا عن ضجيج المدينة.


وقام البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية خلال الأيام الماضية بتطيب" تعطير" رفات القديس يؤانس كامى، "يحنس كاما"، وشارك الصلاة الأنبا صربامون أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوى، الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان.

وتعود مواليد "كاما" إلى قرية شبرا منصور بالغربية، في أواخر القرن الثامن الميلادي، واهتم والداه بتعليمه والتزامه كنسيًا حتى أصبح شابًا، وكان يطمح إلى البتولية، إلا أن والديه أرغماه على الزواج، فدخل في وحدة وصلاة ليطلب من الله معاونته للحفاظ على تكريسه وبتوليته أي "لا يقرب نساء".

وجاءت المفاجئة بعد زفافه، حينما قال لزوجته: "ياأختي المباركة أنتِ تعلمين أن العالم وكل ما فيه سيزول كقول القديس يوحنا الحبيب البتول إن العالم يمضي وشهوته، فهل لكِ أن توافقينني على حفظ جسدينا طاهرين، مكرسين حياتنا لمن خطبنا بدمه "أي عدم المعاشرة".

ووفق سيرته أجابته زوجته: "إن هذا كان قصدي وغاية مناي ومسرة قلبي يا أخي"، واتفق الاثنان على ذلك وأقاما زمانًا كما يقيم الأخ مع أخته، متممين اتفاقهما على ما يفوق الطبيعة من سمو وروحانية مهتمين بما فوق، وكانا إذا رقدا ينزل ملاك ويظلّل عليهما بجناحيه.

واشتاق للتوحد والرهبنة في الصحراء وتحدث إلى زوجته التي لم يعاشرها قط، فوافقت على ذهابه للتعبد والصلاة، وذهبت هي الأخرى لإحدى بيوت العذارى وتركها هناك وعاشت راهبة حتى أصبحت أمًا للدير "رئيسة أو مدبرة".

وتروي قصته حينما مضى للصحراء باتجاه وادي النطرون "برية شهيت" ظهر ملاك أرشده إلى دير القديس مقاريوس الكبير، فمضى إليه وترهّب هناك في قلاية الأب ثيروتي، وأقام عنده وتتلمذ على يده التعاليم الرهبانية.

وعقب وفاة الراهب" ثيروتي، ظهر للقديس "كاما" ملاك وأرشده يمضي إلى غرب دير الأنبا يوحنا القصير ويبني هناك مسكنًا له، وهكذا استمر في العبادة بحبٍ ونشاطٍ، وبدأ البعض يتعرّف عليه ويُعجب بحياته وقداسته حتى اجتمع حوله ثلاثمائة شخص فكان يبني لهم القلالي وبنى كنيسة على اسم والدة الإله القديسة مريم.

كما ظهرت له العذراء في رؤيا وقالت له: "إن هذا المكان هو مسكني، وإني سأكون مع أولادك كما كنت معك"، ويردد بأنها أعطته 3 دنانير من الفضة لاستكمال المباني.

وبعد أسابيع قليلة رُسِم قمصًا رغم رفضه، ودعاه عدد من رهبان الصعيد لزيارة أديرتهم فأخذ يتنقل بينها بعدما أسند لتلميذه رعاية الرهبان بوادى النطرون، وحينها عثر على ديرٍ مهجورٍ فأقام فيه، وسرعان ما سمع الناس عنه، فهرعوا إليه لينالوا بركته.

وتنيّح ( توفي) في 24 من شهر سنة 859 م، وبعدها نقل جسده إلى دير السيدة العذراء (السريان) في شهر هاتور القبطي عام 1515 ؛ وفي الحادي والعشرين من شهر هاتور سنة 1232 ش ( 1515م ) تم نقل جسد القديس العظيم أنبا يحنس كاما القس من ديره الكائن شرق دير الأنبا بيشوى بنحو ثلاثة كيلو مترات إلى دير السيدة العذراء السريان.

وكان دير السريان والأديرة المجاورة تعرضت للتخرب بسبب هجوم النمل الأبيض على أخشابها وعدم مقدرة رهبانها القليلين آنذاك على ترميمها، فجاء ما تبقى من رهبان دير الأنبا يحنس كاما إلى دير السيدة العذراء السريان ومعهم رفات يحنس كاما في أنبوبة خشبية ووضعوه في مقصورة بالدير، ومعهم كذلك الحجر الرخامي المُدَوَّن عليه باللغة القبطية تاريخ وفاته وثبتوه ولازال موجودا.

وعادت الحياة الرهبانية الغفيرة بالأديرة وجددت الأديرة وباتت مليئة بالرهبان ويحتفظون برفات " عظام" القديس الراحل والذي أسس الرهبنة في المكان ليكتب اسمه بجوار العذراء على دير عامر بالرهبان.
الجريدة الرسمية