رئيس التحرير
عصام كامل

الفتنة النائمة


إن ما آلمنا فى أحداث الخصوص لا يمكن تجاهله ولا السكوت عليه إذ لابد من وأد الفتنة فى مهدها ونضرب بيد من حديد دون هوادة على كل من تسول له نفسه الإضرار بالنسيج الوطنى أو بالأخوة الأقباط أو دور العبادة أو النيل بأى شكل من الأشكال من أمنهم وسلامتهم تحت أى مسمى من المسميات التى يتداولونها اليوم من لوم متبادل وما يقال عن تدبير مؤامرات من نظام قديم تارة ومن مرشحين خاسرين تارة أخرى إلا أن ذلك كله هو فى الحقيقة دفن رؤوسنا فى التراب على مشكلات متأصلة طال التأخير فى حلها والوقوف فيها على كل ما يؤجج نار الفتنة إلا أنها تنتهى بلا تقديم حلول جذرية ولكن مسكنات مؤقتة .


لقد أصابنى الألم حين رأيت ضحايا شهداء الخصوص أبناء مصر وإننا جميعا ندين ما حدث من قتل وندين ما حدث أمام الكاتدرائية من صورة مرفوضة لمجموعات لا تنتمى للإنسانية وحان الآن أن نقف أمامها وبقوة ولو كانت ستكلفنا حياتنا فى سبيل قول الحق وحماية أبناء مصر بدون تفرقه وبدون توجهات متطرفة أو طائفية.

لقد عانت الدول من نيران الطائفية المقيتة وقضت على ما تبقى لديها من مقدراتها .. فهل نقف ناظرين لا نفعل شيئًا ؟

إننا إن لم ننقذ الوطن الآن منها لطالت نيران الفتنة الجميع دون التفرقة بين مسيحى أو مسلم وللأسف هانحن للأسف نبتلع الطعم يومًا بعد الآخر ونحن نوهم أنفسنا أننا على طريق النهضة إلا أنها نهضة مزعومة ليس فيها أى نهضة سوى الاسم فقط .

إن أمن وسلامة الأخوة الأقباط وسلامة دور عبادتهم هى أمانة يتحملها كل مواطن مصرى وإننى أتذكر ليلة قضيتها أنا وأسرتى حول كنيسة المنصورة لحمايتها ليلة العيد بعد حادثة القديسين ورأيت صورة من أصعب ما رأيت.

رأيت المصلين يخرجون وهم خائفين.. يخرج 10 أفرادًا تباعًا كل 5 دقائق .. وينتظر الباقى فى الداخل خوفًا من انفجار سيارة ملغومة وإننى والله قلت لأسرتى إننا معًا لا تخافوا .. ولو انفجرت إحدى هذه السيارات لقتلتنا فسنكون معًا أيضًا .

لابد أن نقول كلمة حق ونفعل ما تمليه علينا ضمائرنا المحايدة فى مواجهة من يشعلون الفتن ويريدون الفتك بنا وإن لم نقل الحقيقة فلنفارق ضمائرنا وإنسانيتنا إلى الأبد .

الجريدة الرسمية