أتمنى في هذا العام
أتمنى في هذا العام الجديد أن تتقدم مصر بخطوات ثابتة وأن يلتف حولها كل المخلصين، أتمنى في هذا العام أن تتطهر أي مؤسسة بها فساد في مصر، وأن يكون عام الفرز فلا بناء من غير قواعد صحيحة ولا بناء من غير أيادٍ نظيفة وقلوب صادقة، أتمنى في عام 2017 أن تتراجع موجة الغلاء؛ ولن يحدث ذلك إلا بحكومة تعى سياسيًّا نبض الشارع المصرى، بل أتمنى أن أرى في حكومة 2017 مجموعة اقتصادية متخصصة تدرك اللحظة التاريخية التي تعيشها مصر وتتراجع عن القرارات الاقتصادية التي خرجت دون إجراءات حماية اجتماعية للمواطن.
وأتمنى في هذا العام أن أرى نهضة ثقافية وإعادة تجديد الثقافة المصرية إلى أذهان المواطنين؛ فأحلم بأن أرى قصور الثقافة المنتشرة في ربوع مصر مفتوحة للجماهير للمعرفة والانفتاح والانتماء بدلًا من كتلة الموظفين الذين يجهادون ويتعبون في قراءة الصحف ويتفننون في تمضية الوقت، أتمنى أن تمتلئ مسارح الدولة بالفن الراقى الذي يجسد القيم والمفاهيم الراقية والمصرية، أتمنى ألا أرى مُسمَّى "وزير الثقافة" فالثقافة والمثقفين لا يجب أن يكون لهم وزير بل مجلس عام يضم خيرة ما أنجبت مصر من العقول المفكرة والتي يهمها توعية الشارع المصرى، ووقتذاك لن نجد إرهابيًّا تستقطبه جماعة متشددة ليفجر في الوطن الحبيب، كما أتمنى أن أجد برلمانًا لمصر، وأتمنى أيضا هذا العام أن يبدأ المعنيون بتجديد الخطاب الدينى؛ فقد نادى الرئيس عبد الفتاح السيسي مرارًا وتكرارًا بهذا النداء ولم ينصت أحد وما يجرى هو على شاكلة "اضحك الصورة تطلع حلوة".
أتمنى أيضًا أن تكون هناك حملة شعبية وإعلامية لتنشيط السياحة المصرية فهى قاطرة التنمية لما تجلبه لمصر من دخل سنوى كبير لا يستهان به، أتمنى أيضًا أن تكون هناك تسهيلات للمستثمرين ليكون هناك فرصة حقيقية للاستثمار على أرض مصر، كما أحلم في هذا العام أن يحدث إصلاح في عملية التعليم وكفى ما مضى فثمار التعليم سيئة والمخرجات رديئة، كما أتمنى أن يكون هناك إعلام واع ومثقف ووطنى وأن يكون هناك تطبيق لميثاق الشرف الإعلامي، البناءون قليلون، "فالحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون"، أتمنى أن نقتنى فضيلة الحب والعطاء، الحب لبعضنا البعض والعطاء لمصر الحبيبة.